الحرب الناعمة - أسبابها وغاياتها

الحرب الناعمة

أسبابها وغاياتها

إن النصر العسكري لا يعني دائمًا نصرًا سياسيًا، حيث أن الكراهية لأميركا من قبل الشعوب كانت تزداد وذلك مع بداية التسعينات حين أعلن الاتحاد السوفياتي هزيمته، هنا لم يعد هناك مكان لبروز حروب عالمية جديدة لغياب المنافس ليحل مصطلح جديد وهو "العولمة" بحيث أصبح كل شيء عالمي وبرزت شعارات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل وحماية البيئة، وغيرها من الشعارات التي يمكن استخدامها بطريقة ناعمة للإطباق على الشعوب وتسخيرها لخدمة أميركا وازدادت كراهية الشعوب لأميركا أثناء احتلال العراق وأفغانستان.

عملت أميركا على تحقيق أهدافها بتحويل العالم إلى إستهلاكية عالمية من خلال اللجوء للإغراء والإغواء بدلاً من القمع والاستفادة من التفكك لضرب التماسك الداخلي، وآليات الإغواء عديدة منها إيهام الآخر عن طريق وسائل الإعلام العالمية يترافق مع ذلك عمليات فتح حدود وتفكيك الدولة القومية وتفكيك الأسرة باعتبارها الملجأ الأخير للإنسان.

 كل الآليات التي سبق وذكرناها تصب في هدف واحد هو: ضرب المرجعية الأخلاقية حتى يفقد الجميع أية خصوصية وأية منظومة قيمية ليصبحوا آلة إنتاجية إستهلاكية وليظهر الإنسان إستهلاكي وبدلاً من الإبادة يظهر التفكيك من الداخل.