أسرار السعادة |2| - القناعة

 أسرار السعادة |2|

القناعة

كم من أناس امتلكوا كثيرًا من النعم وبقوا بؤساء، وكم من أناس عاشوا الحرمان وكانوا سعداء؟

كم مرة حلمت بالحصول على نعمة اعتقدت أنها مفتاح سعادتك لكنك حينما حصلت عليها لم تكتفِ وبالتالي لم تسعد؟

يقال أن *أحدهم* كان يحلم بالسعادة ويعمل جاهدًا ليكون سعيدًا، فقال: إذا أتممتُ *دراستي* سوف أسعد وسوف أجد العمل المناسب الذي أعتاش منه، وحينما أنهى دراسته ووجد العمل لم يجد سعادته، فقال حينما يصبح لي*مكانة* اجتماعية رفيعة سوف أجد ضالتي، لكنه حينما أصبح ذا مكانة رفيعة لم يجد سعادته، فقال حينما أجمع *ثروة* لكن خاب أمله مجددًا، وفي نهاية المطاف قال لم يعد أمامي إلا الزواج لذا لن أتزوج وسأحلم أن السعادة فيه *ليبقى* لي أمل في هذه الحياة.

لكنه لم يدرك أن سعادته لم تكن بكثرة النعم بل بالاستمتاع بالنعم عن طريق القناعة.

فلو أنه *قنع* بالنعمة التي بين يديه *فنظر* إلى منافعها وحسناتها، لأخذته قناعته إلى أن يرى جُل خيرها *فيهنأ* به، وكان يجب عليه أن يدرك أن من تحكم به جشعه وطمعه، حرمه من الفرحة بالنعمة فبدل التنعم بها تركها خلفه لاهثًا وراء غيرها.

*فالقناعة* إخوتي سر من أسرار السعادة.