اسرار السعادة |6| - التوكل على الله

اسرار السعادة |6|
التوكل على الله

يقال أن "قحطًا"حلّ على أرضٍ في سنة من السنين، فجلس الناس مغمومين مكتوفي الأيدي، وإذ بأحد العرفاءالأجلاء يمرّ في تلك البلد ويرى عبدًا مملوكًا في غاية النشاط والسرور، فتعجب لحاله المغايرة لحالة سائر أبناء بلده، فسأله قائلًا له:
كيف تكون كل هذه السعادة تتملكك رغم هذا الوضع الذي أصاب بلدكم؟
فأجابه: أنا عبدمملوك لسيّد عنده أكثر من قطيع، وكلما عملت عنده فإنه "يعطيني" رزقي، فلماذا أحزن وأُغمّ وأنا "أعتمد" عليه!
فقال العارف: إن هذا الغلام اعتمد على سيده لإمتلاكه لبعض الأغنام فلم يسمح للغم بالعبور إلى قلبه، "ونحنلنا رب مالكٌ لكل الدنيا ونقلق على أرزاقنا"!

فالسعيد المطمئن القلب حقًا هو الذي توصل بقلبه إلى أن الله تعالى هو "المتصرف"  فيخلقه، وأنه سبحانه وتعالى "عالمٌ" بحاجات العباد، "قادرٌ" على تلبيتها، وهو كذلك الله الكريم الذي ليس في ذاته المقدسة بخل وأنه هو "الرحيم" بالعباد الرؤوف بهم القائم بمصالحهم.
فهل يُعقل أن يصيبهم بسوء؟ أم أنّ كل ما سيصيب العبد هو من دواعي الرحمة واللطف وما فيه صلاحه.

أعزائي أسعد الله قلوبكم.
من أدرك ذلك السرّ بعقله ثم أوصله إلى قلبه عاش سعيدًا ووصل إلى درجة الاطمئنان الكامل.