www.tasneem-lb.net

عاشوراء

من ركب الفداء - السيدة أم كلثوم عليها السلام

ركب الفداء

"السيدة أم كلثوم" عليها السلام

 

هي بنت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وابنة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.

-       وُلِدتْ سنة 6 للهجرة، وتُوفّيت رضي الله عنها بعد رجوعها من الأسر بأربعة أشهر وعشرة أيام.

-       هي من فواضل نساء عصرها وكانت فهيمةً وبليغة جليلةَ القَدْر، ولها خُطبة معلومة ومعروفة في مجلس عبيد الله بن زياد .

وبعد أن كانت أُمُّ كلثوم عزيزةَ القوم في عهد أبيها في الكوفة، تَدخُلها أسيرةَ  ليس معها حَمِيّ أو وليّ، بل معها رؤوس إخوتها وأبناء إخوتها وأبناء عُمومتها وأنصار أخيها الأوفياء، مرفوعةً على القنا، وهي وأسرتها وبنات عبد المطّلب سبايا أسيرات!

وقد خرج أهلُ الكوفة ينظرون إلى السبايا بعد أن خَذَلوا إمامَهم! وتراهم يتصدّقون على الأطفال الأسرى وهم على المَحامِل، فتَصيح بهم: "يا أهلَ الكوفةِ، إنّ الصدقة علينا حرام".

أجل، فهمُ أهلُ بيت النبيّ صلى الله عليه وآله.

ثمّ تنفجربخطبتها، رافعةً صوتها بالبكاء: "يا أهل الكوفة، سَوْأةً لكم! ما لكم خَذَلتُم حُسَيناً وقَتَلتموه، وانتَهَبتم أموالَه وورثتموه، وسَبَيتم نساءه ونكبتموه؟! فتَبّاً لكم وسُحقاً، ويلكم! أتدرون أيَّ دَواهٍ دهَتْكُم، وأيَّ وزرٍعلى ظهوركم حَمَلتُم، وأيَّ دماءٍ سَفكتموها، وأيّ كريمةٍ أصَبتموها، وأيّ صبيّةٍ سَلَبتموها، وأيّ أموالٍ آنتَهَبتُموها؟ قَتَلتُم خيرَ رجالاتٍ بعد النبيّ، ونُزِعتِ الرحمةُ مِن قلوبكم. ألا إنّ حزبَ الله همُ الفائزون، وحزبَ الشيطان هم الخاسرون"، بحار الأنوار/ج45 .

ثمّ قالت:

قَتَلتُم أخي ظُلماً، فوَيلٌ لأُمِّكُم                                        ستُجزَون ناراً حَـرُّها يَتَوقّدُ

سَفَكتُم دماءً حَـرّمَ اللهُ سَفْكَها                                        وحَرّمَـها القـرآنُ ثمّ محمّدُ

ألا فأبشِروا بالنارِ، إنّكمُ غداً                                لفي سَقَرٍ حقّاً يَقينـاً تُخلَّدوا

فضَجَّ الناسُ بالبكاء والنَّوح.

وتعود أمّ كلثوم حزينة إلى مدينة جدّها المصطفى صلى الله عليه وآله، فإذا لاحت لها معالم المدينة وقفت تخاطبها:

مـدينـةَ جَـدِّنـا لا تَقبـلينـا                                            فبالحسـراتِ والأحـزانِ جِينـا

ألا فـاخبِـرْ رسـولَ اللهِ عنّـا                                     بأنّـا قـد فُجِعْنـا فـي أخينـا

وأنّ رجالَنا فـي الطفِّ صرعى                                 بلا رُؤُوسٍ وقـد ذَبَحـوا البنينـا

وأخبِـرْ جَـدَّنـا أنّـا أُسِـرْنـا                                                   وبعد الأسـرِ ـ يا جَدُّ ـ سُبِينا

فكانت سلام الله عليها مثالاً لنساء الأمّة في الإيمان والتقوى، والعفاف، وشريكة أختها الحوراء زينب عليها السلام  في الصبر والتحمّل.

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد