www.tasneem-lb.net

عاشوراء

وقفات غرّاء - صلاح الأُمّة وعلوّ الهِمّة |8|

صلاح الأُمّة

وعلوّ الهِمّة

|8|

 

كان الإمام الحسين (عليه السلام) رافضاً للذل والظلم لأن الله تعالى لا يرضى للمؤمن أن يكون ذليلاً، قال سبحانه: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين".

وقال عليه السلام كلمته المشهورة: "ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلّة والذلّة، وهيهات له ذلك، هيهات منّا الذلّة؟  أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طهرت، وحجور طابت أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة مع قلّة العدد وكثرة العدوّ وخذلة الناصر.."، بحار الأنوار/ج45 .

فالإمام الحسين عليه السلام كإمام عدل وولي من أولياء الله سبحانه وتعالى بل من خاصة اوليائه كان مخيّراً بين أمرين إما أن يستل السيف ويحارب أو أن يرضى بالظلم ويسكت، وهذا الرضى والسكوت يؤدي إلى التقاعس عن الجهاد ومحاربة أهل الفسوق، وقد أوضح الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة الأمور المتوجبة على تارك الجهاد من هبوط منزلته وذلّه وهو انه على الله: فقال عليه السلام: (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّالجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ،وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ، أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَء.)، نهج البلاغة/ج1.

فالإمام الحسين أبى أن يعطّل فرض الجهاد بما يترتب على تارك الجهاد من الذلّ والهوان على هذه الأمة التي كان همّه الوحيد عزّها وفخرها وتقواها.

وصار شعار الحرية ورفض الذل "هيهات منّا الذلّة" شعاراً عالمياً لجميع أحرار العالم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد