www.tasneem-lb.net

زين العابدين وتستمر الرسالة..

زين العابدين - استشهاد الإمام السجّاد عليه السلام

استشهاد الإمام السجّاد عليه السلام

 

وفي الليلة التي قبض فيها عليه السلام أخبرمن كان عنده بأن هذه الليلة هي التي قدر الله فيها الرحلة إلى جوار قدسه. وأغمي عليه ثلاث مرات، قرأ بعد المرة الأخيرة: ﴿إذا وقعت الواقعة﴾(الواقعة:1)، و﴿إنا فتحنا لكفتحاً مبينا﴾ (الفتح:1). ثم قال عليه السلام: ﴿الْحَمْدُ للّهِ‏ِ الّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الْجَنّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾(الزمر:74)، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئاً.

قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:"مرض علي بن الحسين عليه السلام ثلاث مرضات، في كل مرضة يوصي بوصية، فإذا أفاق أمضى وصيته".

وقبض الإمام زين العابدين عليه السلام مظلوماً شهيداً مقتولاً بأمر الوليد بن عبد الملك الذي أوعز إلى أخيه هشام بدس السم إليه. فكان مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله: "ما من نبي ولا وصي إلا شهيد"، وما قاله أئمة أهل البيت عليهم السلام: "ما منا إلا مقتول شهيد".

فاستشهد عليه السلام في الخامس والعشرين من محرم الحرام سنة 95 للهجرة عن عمرٍ ناهز السابعة والخمسين عاماً. فضجّت المدينة بالبكاء، وكان يوماً كيوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله. وشهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح. وانهال الناس يتبعونه حتى جيء بالجنازة إلى البقيع.

وعندما غسّله ابنه محمد الباقر عليه السلام وجد على كتفيه جلب كجلب البعير

فسأل الناس ما هذه الآثار؟ فقيل لهم: من حمل الطعام في الليل يدور به على منازل الفقراء. وتم مواراة جسده الطاهر في تربة عمهم الحسنبن علي عليه السلام في قبة العباس ابن عبد المطلب.

فسلامٌ على زين العابدين عليه السلام يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد