www.tasneem-lb.net

عاشوراء

ظلال وارفة - الإمام الحسن ع يمحتن جيشه

ظلال وارفة

الإمام الحسن (عليه السلام) يمتحن جيشه

 

كان الإمام الحسن(عليه السلام) كأبيه علي وأخيه الحسين (عليهم السلام) يعرفون حالة الأمة في الكوفة جيداً، لذلك لا بدَّ من ردِّ كل الروايات التي تدعي أن أحداً منهم (عليهم السلام) انخدع بكلام أهل الكوفة ووعودهم.

فهم ذووا علم رباني ومنهج مسدد من ربهم وقد يستوجب منهجهم مماشاة الناس أحياناً، أو كشفهم بعض الأحيان، كيفَ والإمام الحسن (عليه السلام) يرى الخيانات من حوله، وتزايد نفوذ العملاء وشراء ذمم رؤساء القبائل وقادة الجيش!

ففي طريقه إلى مكان التجمع الموعود في المدائن، قام الإمام (عليه السلام) بإمتحان جيشه ليكشف المطيعين له من الكاذبين، ويُثبت للناس والتاريخ حقيقة الذين استجابوا لدعوته في الظاهر، وتحركوا معه لقتال معاوية !

فصعد المنبر فخطبهم فقال : ألا وإني ناظرٌ لكم خيراً من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا عليَّ رأيي. غفر الله لي ولكم، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا، بحارالأنوار/ج44.

فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا: ما ترونه يريد بما قال؟

قالوا: نظنه يريد أن يصالح معاوية ويكل الأمر إليه، كفر والله الرجل! ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته.

ثم قام إليه رجل يقال له جراح بن سنان وبيده مِغْوَل (سيف دقيق يستعمل للإغتيال) فأخذ بلجام فرسه وقال: الله أكبر يا حسن! أشرك أبوك ثم أشركت أنت ! وطعنه بالمِغْول فوقعت في فخذه فشقته حتى بلغت أربيته!

وسقط الحسن (عليه السلام) إلى الأرض بعد أن ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده  وحُمل الحسن (عليه السلام) على سرير إلى المدائن فأقام يعالج نفسه .

هذه صورة عن إنهيار الأمة مع إمامها الحسن (عليه السلام) فلا هُمْ أهل حرب ولا أهل صلح ، ولا أهل طاعة لإمامهم ، ولا خارجون عليه صراحةً!

رحمك الله يا أبا محمد الحسن بن علي، أيها المظلوم المسموم، رزقنا الله الطلب بثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله.

يا وجيهًا عند الله..

إشفع لنا عند الله..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد