www.tasneem-lb.net

عقيدة

أشهر النور - هل تُقبل توبتنا |1|

هل تُقبل توبتنا
إعداد: لجنة المجلة
|1|

قال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
النساء/17.

إن باب التوبة مفتوح أمام الجميع من دون استثناء.
والتوبة تعني: أن يعود الإنسان إلى خط الله، ويندم على المعصية، ويقرر عدم العودة اليها نهائياً! ولكن، ذكرت الآية الكريمة شرطين أساسيين من شروط قبول التوبة.
الشرط الأول: أن تكون التوبة عن ذنب صدر من الإنسان بجهالة، (يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة)، والجهل هنا هو عدم المعرفة بالآثار 
السيئة والنتائج السلبية التي تترتب على الذنوب.
والمعاصي بحيث تصدر الذنوب والمعاصي من الإنسان نتيجة طغيان غرائزه وسيطرة أهوائه وشهواته وغلبتها على صوت العقل  والإيمان. فقد وعد الله عباده قبول التوبة منهم والتي يكون قبولها حقاً من حقوقهم.
فالذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون هؤلاء تقبل توبتهم وعلى الله أن يقبل توبتهم لأن الله وعد عباده أن يقبل توبة التائب منهم والله لا يخلف الميعاد، (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ).
فالإنسان الذي يرتكب الذنب عناداً للحق وإنكاراً لحكم الله، بمعنى أنه يعرف أن العمل الذي يفعله هو ذنب ومعصية ولكنه مع ذلك يفعله عمدًا وعنادًا وتحديًا وتمردًا على الله وعلى أحكامه.
مثل هذا الذنب يُنبىء عن الكفر، فلا تُقبل التوبة منه، إلا أن يتخلى عن عناده وعدائه وإنكاره وتمرده على الله تعالى.

الشرط الثاني: أن تكون التوبة سريعة وفورية وليس بعد فاصل زمني بعيد عن المعصية، (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ).
ذكر بعض المفسرين للآية المباركة أن كلمة (قريب) بالزمان القريب من وقت حصول المعصية.
أي أن التوبة تُقبل من الذين يتوبون بعد صدور المعصية منهم فوراً ويندمون على فعلها بسرعة وقبل مرور فاصل زمني طويل، لأن التوبة الكاملة هي التي تغسل آثار الجريمة وتزيل رواسب المعصية من الجسم والروح بشكل مطلق حتى لا يبقى أي أثر منها في القلب، ولا يمكن هذا إلا إذا تاب الإنسان وندم قبل أن تتجذّر المعصية في كيانه وقبل أن تتعمّق آثارها في وجوده.
أما التوبة التي تتحقق بعد تسويف ومماطلة وتأخير وفاصل زمني بعيد، فليس على الله أن يقبل هذه التوبة وإذا قبل الله هذه التوبة فتفضلاً منه وليس حقاً واجباً عليه.
(..إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِيْنَ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌ وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَغَلَبَنِي هَوَايَ..).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد