عاشوراء
أدب الموالين في عاشوراء - وارث الأنبياء |1|
وارث الأنبياء
|1|
وصفت زيارة وارث المشهورة الإمام الحسين عليه السلام بأنه وارث ستة من الأنبياء: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، وجده الخاتم محمدصلّى الله عليه وآله وسلم. ولم ترد هذه الأوصاف لغيره من الأئمة عليهم السلام.
معنى الحسين عليه السلام وارث :
الوِرْثُ والإِرْثُ في اللغة بمعنى البقية من أصل الشيء.
والوارث: صفة من صفات الله عزّ وجلّ، بمعنى الباقي الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعد فنائهم.
وعبارة الحسين وارث تشير إلى وراثة الحسين للأنبياء عليهم السلام لكن ليس في جانب المال والأمور الدنيوية، ولا في الصفات المتكررة لديهم جميعًا كالعصمة والشفاعة وغيرها، بل هو وارث من تلك الذوات المقدسة خصوصيات رسالية تاريخية هادية للناس، وهذا يكشف عن عظم الموقع الإلهي للحسين عليه السلام في حركة الأنبياء.
الحسين عليه السلام وارث آدم صفوة الله
نقرأ في زيارة وارث: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله
فماذا ورث الإمام الحسين عليه السلام من آدم عليه السلام! ورث الحسين عليه السلام صفة تكوينية رسالية، فآدم والحسين عليهما السلام حباهما الله تعالى بتسع حُجج من ذريتهما وجعل لتاسعهم صاحب عمر طويل؛
فأوصياء آدم عليه السلام يَبْدَأُوْنَ بولده شيت عليه السلام وينتهون بولده نوح عليه السلام صاحب العمر الطويل. وأوصياء الحسين عليه السلام يَبْدَأُوْنَ بولده الإمام زين العابدين عليه السلام وينتهون بولده الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف صاحب العمر الطويل.
وهذا نظير فريد لآدم والحجج التسع من ذريته عليهم السلام وارثي علمه وإمامته وبالخصوصية نفسها للتاسع صاحب العمر الطويل الذي أهلك الله الظالمين على يده.
ثم جدّد الله تعالى صفة آدم الرسالية التاريخية الهادية في الحسين عليه السلام فصار وارثًا له، وصار الحسين بالائمة التسعة عليهم
السلام يذكرنا بآدم والتسعة الهداة من ذريته.
صلّى الله عليك يا وارث آدم صفوة الله
يتبع..
