www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عشّّاق الحسن - تبكيك عيني |1|

تبكيك عيني
|1|

ها هو محرم قد عاد، وعادت ذكراه تحمل في طياتها صورًا من الماضي البعيد، في زمن كانت تأخذ والدتي بيدي إلى مجلس زيّنه السواد.. أجلس بجنبها وأتعلق بعباءتها السوداء -والتي كانت تعني لي الكثير،  ما هي إلا لحظات حتّى يبدأ الرثاء، لم أكن أفهم جل الكلام الذي يُقال، ولكن كانت معانيه تظهر في عيني أمي الباكيتين وفي دمعتها التي اقترنت باسم الحسين..
ما سر هذه الدمعة وهل لها أثر في تكامل النفس أو لا وهل إنّ أثرها مقتصر على عالم الآخرة أو أنّ لها أثر في عالم الدنيا الدمعة الهادفة:
إنّ جريان الدمعة حين رثاء المولى أبي عبد الله عليه السلام يشكّل رابطًا بين الباكي والإمام عليه السلام، وهو وجه من أوجه التفاعل بينهما، وهو بمرتبة المقدّمة لتلقي النفحات المعرفيّة المتمثّلة بالقيم العاشورائية والتي يقدّمها الحسين بن علي عليه السلام (من أداء التكليف، والبصيرة، والجهاد، ونصرة الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها) والتي تنطوي تحت عنوان إقامة الدين.
هذه النفحات عندما تدخل على قلب الباكي تُشعل فيه حرارة لن تبرد أبدًا تساهم في تثبيته وتأصيل السجايا الحميدة في نفسه لإصلاحها، وهو سرّ من أسرار حثّ الأئمّة عليهم السلام لشيعتهم على البكاء على الحسين عليه السلام.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد