www.tasneem-lb.net

عاشوراء

أدب الموالين في عاشوراء - وارث الأنبياء |3|

وارث الأنبياء
|3| 

الحسين وارث إبراهيم خليل الله
اختص الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام من بين الأنبياء بأن يبني بيتاً، وأراه اختباراً له في أول الليالي العشر من ذي الحجة بأن يذبح ولده يوم العاشر أضحية له، وأعلن إبراهيم أن ذبيحته ولده وللناس ذبائحهم، وكان الناس يشهدون من إبراهيم وإسماعيل تسليمًا لله تعالى، ولما كانت ليلة العاشر ونفر إبراهيم من عرفة إلى المشعر أحياها إبراهيم وأهل بيته بالعبادة بشكل خاص، وعند التنفيذ يوم العاشر فداه الله تعالى بذبح عظيم، وها هي مكة منذ عهد إبراهيم إلى اليوم عامرة بالزوار يحيون ليلة العيد بالعبادة كما أحياها إبراهيم وأهل بيته وأصحابه.
وكذلك الحسين عليه السلام فإن الله تعالى اختصه بوصية عبر جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يخرج في وجه بدع بني أمية ويدعو إلى إحياء سيرة أبيه وجده، ولكنه سوف يستشهد هو ومن معه من أهل بيته وأصحابه، ولكنه بهذه النهضة والشهادة والظلامة سوف يفتح طريق الهداية إلى الله تعالى من جديد ويحفظ دين الله تعالى الذي حرّفه بنو أمية، ونهض الحسين عليه السلام وحوصر هو وأصحابه وأهل بيته في كربلاء مدة تسعة أيام، وتحرك الجيش الأموي يوم التاسع يطلب البيعة والتسليم فطلب الحسين عليه السلام أن يمهلوه ليلة؛ ليخصها بالعبادة والصلاة وقراءة القرآن، وأحيا ليلة العاشر تلك بالعبادة، وكان له هو وأصحابه دوي بالقرآن كدوي النحل، وهم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد، والناس يشهدون، ثم نهضوا يوم العاشر ورفضوا أن يبايعوا ليزيد أو يسلموا أنفسهم فقاتلوا وقتلوا مظلومين وصاروا مجزرين على رمضاء كربلاء جزر الأضاحي، فجعل الله تعالى قبر الحسين عليه السلام منذ ذلك اليوم مزاراً للآلاف بل للملايين من الناس يقصدونه للبكاء عليه والصلاة لله عنده مقتدين به فيما صنعه في الأيام العشرة وما خصه ليلة العاشر من المحرم بالإحياء إلى الفجر بالعبادة.
 وقد صار قبر الحسين عليه السلام نظير بيت إبراهيم في مكة مثابة للناس وأمناً. وبهذا كان الحسين عليه السلام وارثاً لإبراهيم.
وكما إن الله تعالى جعل لآل إبراهيم أفئدة من الناس تهوي إليهم، كذلك جعل للحسين وأهل بيته أفئدة من الناس تهوي إليهم.
صلى الله عليك يا وارث إبراهيم خليل الله
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد