www.tasneem-lb.net

عاشوراء

أدب الموالين في عاشوراء - وارث الأنبياء |6|

وارث الأنبياء
|6|

الحسين وارث محمد حبيب الله

نهض النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مكة؛ لإحياء دين جده إبراهيم عليه السلام الذي حرفته قريش المشركة رافعاً شعار "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله" وربط نفسه بهذا الشعار مصيرياً قائلاً: "لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري ما أردته ، وسائل الشيعة/ج4.
واتفقت قريش على اغتياله سراً؛ فخرج إلى بلد أنصاره يثرب، وأحست قريش بخروجه في اليوم الثاني، فلحقته، وأدركته في غار جبل "ثور" وأخفى الله تعالى أثره، وصرفهم عنه، ونجاه منهم، ووصل إلى المدينة، وانطلق منها ينشر دين جده إبراهيم عليه السلام وقد ملأ الدنيا.

ونهض الإمام الحسين عليه السلام في مكة؛ لإحياء دين جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي حرفه بنو أمية رافعاً شعار: "لو لم يكن لي في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد"، كتاب الحج/للآملي ج2.
وقررت السلطة في الشام قتل الحسين عليه السلام غيلة في موسم الحج، ونمي الخبر إلى الحسين عليه السلام، فخرج إلى بلد أنصاره "الكوفة"، ثم حاصرته الجيوش الأموية في العراق، وشاء الله تعالى أن يترك الحسين عليه السلام لهم؛ ليبدو منه عظيم الجهاد وأصعبه؛ وليتضح منه صدق قيامه لله في أحرج ظرف خُيّر فيه بين الحياة الذليلة والموت الكريم، فاختار الموتة الكريمة شهيداً مظلوماً، وجعل الله تعالى شهادته أوسع لافتة للهداية، وافتُضِحَ بنو أمية، وأحبط الله تعالى خطتهم التي استهدفت تربية النشء الجديد على الاعتقاد بأن يزيد وأباه معاوية أئمة هدى يقودون إلى الله وأن علياً عليه السلام ملحد في دين الله يجب لعنه والبراءة منه، وانفتح الناس من جديد على إمامة علي عليه السلام الهادية عن طريق انتشار أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفي أهل بيته انتشاراً كبيرًا.
وبهذا يكون الحسين عليه السلام نظير النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في منطلق حركته وشعارها وموقف قريش منها والتخطيط لاغتياله سراً، والهجرة إلى بلد الأنصار وتحقق الهدف من النهضة.
صلى الله عليك يا وارث محمد حبيب الله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد