www.tasneem-lb.net

عاشوراء

أدب الموالين في عاشوراء - أطفال كربلاء |7|

أطفال كربلاء
|7|
التربية على الإيثار 4

بعد التدرج في تربية الطفل من مرحلة خروجه عن أنانيته إلى مرحلة مساواة نفسه بالآخر، بات من الممكن تربية الطفل على روحية الإيثار، فكيف لنا ذلك:
1- العيش في بيئة مؤثرة تفكر في الآخر، والنموذج التربوي العظيم الذي قدمته سيدة الإيثار الزهراء عليها السلام خير دليل على أن الآباء المؤثرين هم الأقدر على إعداد أبناء مؤثرين كالحسن والحسين وزينب عليهم السلام، مثال: حينما يعيش الطفل مع والديه الذين يقدمان أغلى ما لديهم لمحتاج ما أو لقريب أو لجار أو حتى لأولاده، فإن البيئة المؤثرة سيكون لها الأثر الواضح في سلوكه عكس ما تنتجه البيئة الأنانية. 
2- إشعاره بهموم الناس ومشاعرهم، مثال هل يشتري أصحابك ما تشتريه؟ ماذا يأكل أطفال اليمن الجياع؟ كيف يعيش الفلسطيني المهجر من دون مأوى؟ 
3- تعليمه الإنفاق من كل ما يملك، الإنفاق من المحبة والدعاء والمال، فليس الإيثار محصورًا بالمال مع أهمية إنفاق المال، فكم هو جميل أن يسعد من حوله بكلامه اللطيف حتى ولو كان مريضًا مثلاً، أو أن يعتاد الدعاء للمؤمنين ولأصحابه وأقاربه والمجاهدين قبل دعائه لنفسه.
4- توسعة دائرة الإيثار وفهم فلسفته الحقيقية على مستوى بناء النفس وبناء المجتمع مع تطور إدراك وفهم الطفل، بحيث ينبغي أن يرى صور الإيثار في دور الزهراء أم أبيها وكيف استطاعت بروحية الإيثار أن تتحول من طفلة يتيمة إلى أم لأبيها، وكيف آثر الإمام علي عليه السلام نبي الله في المبيت في فراشه حفاظًا على إتمام دور النبوة، وكيف آثر الحسين الإسلام وقام بتصحيح مساره فقدم نفسه شهيدًا ليخلد دين الله، وما هي قيمة إيثار الشهداء وتقديمهم الدماء الزكية لنحيا بعز.
5- الإنفاق مما يحب "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" آل عمران/92، يجب أن يصل أبناؤنا إلى المرحلة التي يبذلون فيها أعز ما يملكون لتجذر الإيثار في نفوسهم.. من مال ووعي ومعرفة وكلمة طيبة وحسن معاملة وهدايا وحتى بذل النفس في سبيل الله.. ولربما يكون الأقرب إلى فهم وإدراك هذا المعنى بحقيقته هم أبناء الشهداء الذين عايشوا حالة تقديم روح الوالد العزيزة ليؤثروا بها حفظ دين الله وعباده.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد