www.tasneem-lb.net

عاشوراء

وقفات غرّاء - أنامل زينب |3|

والنصر تنسجه.. أنامل زينب
|3|

قبل التحرّك إلى كربلاء، نجد أنّ وجهاء، كابن عبّاس وابن جعفر وشخصيّات معروفة في صدر الإسلام، ممّن يدّعي الفقاهة والشّهامة والرّئاسة قد تحيّروا ولم يكونوا يعلمون ما يفعلون، ولكنّ زينب الكبرى عليها السلام لم تُصب بالحيرة، وأدركت أيّ طريقٍ ينبغي أن تسلكه، ولم تترك إمامها وحيدًا وتذهب. فهي لم تُدرك صعوبة الطّريق فحسب، بل شعرت به أكثر من غيرها.

 لقد كانت امرأةً حاضرة لأن تُضحّي بأسرتها لأجل أداء المهمّة، ولهذا أحضرت أطفالها وأبناءها معها. كانت تشعر بكيفيّة الواقعة. في تلك السّاعات العصيبة حيث لا يقدر أقوى النّاس على إدراك ما ينبغي عليه فعله، لقد أدركت (السيّدة زينب  عليها السلام) ذلك ودعمت إمامها وجهّزته لمذبح الشهادة. 

وبعد شهادة الحسين بن عليّ عليه السلام، وحين أظلمت الدنيا وتكدّرت القلوب والنفوس وأفاق العالم، أضحت هذه السيّدة الكبرى نورًا ومنارةً. لقد وصلت زينب عليها السلام إلى حيث لا يصل سوى أعظم النّاس في تاريخ البشريّة - أيّ الأنبياء.

في الواقع إنّ كربلاء من دون زينب عليها السلام ما كانت لتكون كربلاء. وما كانت عاشوراء من دون زينب الكبرى عليها السلام لتكون تلك الحادثة التّاريخيّة الخالدة.

واليوم أيضًا، يتكرر المشهد في كربلائنا، فإن لزينب سلام الله عليها عظمتها ومكانتها وقدسيتها، حينما انبرى الأعداء للنيل من مقامها المقدس، هب الحسينيون والعباسيون للذود عن حرمها، وهذا ما كان ليكون لولا حمايتها للدين، فكان الموقف عنوانه " المعاملة بالمثل". لأن زينب عليها السلام امتداد للآل الأطهار، ولأنها حافظت على استمرارية ووجود الدين، كان كل هذا الحب من المجاهدين الشرفاء وستبقى ألوية الفداء والتضحية ملبية النداء لتسليم الراية لصاحبها سلام الله عليه،وإلى حين ذلك يبقى الشعار مدويًا.
لبيك يا زينب


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد