www.tasneem-lb.net

الإمام الحسن المجتبى(ع)

الإمام الحسن (ع) - الخُلُقُ الحسن

أحسن الحسن
الخُلُقُ الحسن

روي أن شاميًا رأى الإمام الحسن بن علي عليهما السلام راكباً، فجعل يلعنه، والحسن لا يرد، فلما فرغ، أقبل الحسن عليه السلام فسلم عليه، وضحك، فقال: "أيها الشيخ أظنّك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجًا أغنيناك، وإن كنت طريدًا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً " .

فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: «أشهد أنك خليفة اللّه في أرضه، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق اللّه إليّ، والآن أنت أحبُّ خلق اللّه اليّ»، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم، بحار الأنوار/ج43.
هكذا كان أئمتنا وقادتنا وسادتنا، يستخرجون ألوان الحقد والكراهية من قلوب الناس، بجميل كلامهم وصبرهم على أذاهم.
هكذا كان نور بشرهم يغلب ظلمة القلوب المعتمة.
هكذا كانت حلاوة كلماتهم تصبغ مرارة أفعال الجاهلين بأبهى ألوان الحياة.
وهكذا كان زلال مائهم العذب يقضي على جفاف عواطف البشر.أين المتحدثين بالذكاء العاطفي وفن التأثير وجاذبية الشخصية والكاريزما.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد