www.tasneem-lb.net

واحة تسنيم

واحة تسنيم - برعاية فاطمة

برعاية فاطمة عليها السلام
القصّة عن الشهيد برونسي

 كانت العمليّات لم تبدأ بعد بشكل جدّي عندما تعقّد العمل. فقد علقت كتيبتنا وأصبح وضع الشباب صعباً.
لا سابق لهذا الوضع من قبل، ولم أكن أعلم ماذا أصابهم، فلم يكونوا يسمعون الكلام؛ إنّهم أولئك الشباب الّذين كانوا إذا قُلت لهم ارموا أنفسكم في النار يرمون!
نظرت إلى وجه بعضهم، لقد كانوا في حال خاصّ، فلا تستطيع أن تقول: عندهم ضعف، ولا تستطيع أن تقول: إنّهم خائفون، ولا تستطيع أن تخمِّن شيئاً. ومهما تكلّمت معهم، فإنِّي لم أحصل على نتيجة! لقد كانوا وكأنّهم قد التصقوا بالأرض لا يُريدون أن يبتعدوا عنها! ومهما فعلت لأدفعهم على المسير، لم أستطع إلى ذلك سبيلاً.

ولو أنّنا لم نكن قد توغّلنا في العمق، لكان احتمال خسارة محاور أخرى أيضاً كبيراً، وبكلفةِ كثيرٍ من الشهداء. ولكنِّي كُنت قد عجزت، وفقدت الأمل تماماً، فتساءلت في نفسي: ماذا أفعل؟ رفعت رأسي إلى السماء وتأوّهت في قلبي: إلهي أنت أعنِّي. 

ابتعدت عن الشباب قليلاً، و ناديت الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام  من كلِّ قلبي وتوسّلت بوجودها الشريف، وتمتمت: سيِّدتي أنت ساعديني، أرشديني حتّى أستطيع أن أُحرّك الشباب، فأنت تعلمين بوضعنا أفضل.

أخذت أتمتم بالدعاء لعدّة لحظات ثمّ أتيت لناحية الشباب، كان عندي يقين أنّ السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام لن تتركني وحدي، وقد كُنت أصلاً أنتظر رعايتها؛ وفي تلك الظلمة وذلك الضياع المحض، لمع في ذهني إلهام، فالتفتُّ إلى الشباب وقُلت لهم بجِدّيّة وبشكل قاطع: أنا لم أعد بحاجة إليكم! ولا أُريد أحداً منكم، فقط ليأتِ معي أحد رماة الآر بي جي، ولا أُريد شيئاً بعد الآن.

حدّقت بهم للحظة، وأنا أعدُّ الثواني أنتظر أن يُبادر أحدهم، فقام أحدهم، وكان أحد رماة الآر بي جي، و قال بصوت مرتفع: أنا أتٍ.

كان في نظرته جِدّيّة وتصميم. ولم يطل الوقت لحظات، حتّى قام آخر أكثر تصميماً منه ، وقال: أنا أتٍ، وقام بعده آخر، ولم أنتبه لنفسي إلّا وكانت الكتيبة كلُّها قد قامت. 

فسرت بسرعة، وكان باقي الشباب خلفي.

لقد حيّر انتصارنا في تلك العمليّات الجميع، ولو أنّا كنّا تقدّمنا إلى المعركة بوضعنا الّذي كنّا عليه، لما كنّا استطعنا تحقيق أيِّ شيء.
إنّ رعاية أمِّ أبيها عليها السلام هي الّتي ساعدتنا السلام عليك يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا وجيهة عند الله ورحمة الله وبركاته.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد