www.tasneem-lb.net

قرآن

قرآن - آية و حكاية |4|

ديننا
آية و حكاية
|4|

قصة ذي القرنين (الجزء الثاني)
..بعد سفره إلى الغرب والشرق، أكمل ذو القرنين مسيره حتى وصل إلى موضع  بين جبلين : ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾ الكهف/93.
-وهناك وجد أناساً لا يفهمون محتوى الكلام كما احتمل بعض المفسرين، أي كانوا مُتخلفين فكرياً.
اغتنم هؤلاء مجيء ذي القرنين، لأنهم كانوا في عذاب شديد من قبل أعدائهم يأجوج ومأجوج، فطلبوا العون منه: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴾ الكهف/94
تلك المجموعة من الناس كانت ذات وضع جيد من حيث الإمكانات الإقتصادية كما تدل الآية، إلا أنهم كانوا ضعفاء في المجال الصناعي والفكري والتخطيطي، لذا قبلوا بتكاليف بناء هذا السد المهم، بشرط أن يتكفل ذو القرنين ببنائه وهندسته.
فقال ذو القرنين: ﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾. الكهف/95 وعندما تهيأت قطع الحديد أعطى أمراً بوضع بعضها فوق البعض الآخر حتى غطّى بين الجبلين بشكل كامل:  ﴿حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ﴾.الكهف/95.
ثم طلب منهم أن يجلبوا الحطب وما شابهه، ووضعه على جانبي هذا السد، وأشعل النار فيه ثم أمرهم بالنفخ فيه حتى احمرَّ الحديد من شدة النار:  ﴿قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا﴾ الكهف/95.
وهكذا تم ربط قطع الحديد بعضها ببعض (طريقة اللِحام) ليصنع منها سداً من قطعة واحدة.
وفي النهاية أصدر لهم أمرًا أخيرًا فقال: إجلبوا لي النحاس المذاب حتى أغطي به هذا السد حتى لا ينفذ فيه الهواء ويحفظ من التآكل:  ﴿قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ ، الكهف/95.
(وهذا ما تثبته علوم اليوم أنه عند إضافة مقدار من النحاس إلى الحديد فإن ذلك سيزيد من مقدار مقاومته).
وأخيراً، أصبح هذا السد بقدر من القوة والإحكام بحيث لم يستطع أحد اختراقه:  ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ .الكهف/96.
لقد كان عمل ذي القرنين عظيماً ومهماً، وكان له وفقاً لمنطق المستكبرين ونهجهم أن يتباهى أو يمن به، إلا أنه قال بأدب كامل:  ﴿قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي﴾: فإذا كانت مثل هذه الوسائل والأفكار من اختياري فإن ذلك من بركة الله ورحمته الواسعة.
المصدر: تفسير الامثل.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد