www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - الحوار المثمر |2|

ديننا
الحوار المثمر
|2|

حوار بين الحواس الخمس وابتلاءاتها (حوار بين الأنف والأذن)
- الأنف: ما أجمل هذه الرائحة الزكية. كم أنا سعيد بجلوس هذا الجسد هنا في هذا المكان المليء بالمارة من النساء اللواتي يضعن هذه العطور الجميلة.
- الأذن: هل أنت حقًا سعيد؟ ألا تعرف أن هذا الفعل حرام؟ فهو سبب من الأسباب التي تحرك غريزة وشهوة هذا الجسد. كما وأنه يسبب لعنة الله وملائكته للمارة من النساء.
- الأنف: لقد أخفتني.. ألن تتوقفي عن هذه العادة السيئة؟ كم مرة طلبت منك أن لا تتدخلي بشؤوني؟
- الأذن: لمَ غضبت مني؟ أهكذا ترد الجميل؟! لقد كنت أنصحك كي لا تقع بالمعاصي.
- الأنف: تتجسسين علي ثم تتدخلين بشؤوني وتعتبرين هذا معروفًا لي!؟ يا لك من وقحة.
- الأذن: ماذا أفعل إن كنت فضولية؟ كما إن هذا الفعل ليس محرمًا كسماع الغناء أو سماع الغيبة أو الشتائم والكلام المحرم.
"فحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحل سماعه". كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام.
- الأنف: وماذا عن التجسس؟! ألم تسمعي قول الله تعالى: {ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا...} الحجرات/12
- الأذن: لم أسمعها من قبل، فأنت تعرف أنني منذ مدة قصيرة توقفت عن سماع الأغاني عندما سمعت آيات من القرآن الكريم واستأنست بها.
- الأنف: الآن وبعد أن سمعتها هل ستبقين فضولية؟
- الأذن: بالطبع لا، بإذن الله سأتوقف عن هذه العادة من الآن. ماذا عنك؟
- الأنف: ماذا عني!؟
- الأذن: ألن تتوقف عن شم تلك العطور؟
- الأنف: أنت تعرفين أن تلك اللحظات القليلة التي أشم بها تلك العطور الجميلة تنعشني بعد يوم طويل من العمل مع كل تلك الروائح الكريهة. فأنا أشعر بأنها تنقذني بعد حصاري مع تلك الروائح النتنة، لذلك أشعر بالسعادة عندما يجلس هذا الجسد هنا بين المارة.
- الأذن: ولكن هذا الفعل حرام. فإن فرضنا أنه لا يؤثر على غريزة وشهوة هذا الجسد فهو بالتأكيد يسبب لعنة الله وملائكته على المارة، لذا كف عن فعله كي يرضى الله عز وجل عن هذا الجسد. فأنا والحمد لله عندما علمت بما هو محرم علي توقفت عن فعله مباشرةً.
- الأنف: ماذا أفعل إذًا؟ هل من بديل؟
- الأذن: بالطبع يوجد بديل ويحل لك إستخدامه. أولاً يمكنك أن تضع كمامةً تقيك من تلك الروائح الكريهة طوال ساعات عمل هذا الجسد، ثم يمكنك وجائز لك أن تشتم رائحة الأزهار والورود والنباتات العطرة الجميلة بدل من أن تشم عطور المارة.
- الأنف: شكرًا لك على هذه النصائح القيمة. وأعتذر إذ وصفتك بالوقحة.
- الأذن: لا عليك، ولا شكر على واجب فما فعلت إلا ما أمر الله تعالى به (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). آه صحيح، يبقى أن أنبهك على أمر بغاية الخطورة، هناك بعضًا من النباتات التي يحرم عليك شمها.
- الأنف: أجل أعرف ذلك إنها النباتات المخدرة، أنا لم ولن أشمها فلها تأثير سلبي كبير على عقل هذا الجسد.
- الأذن: الحمدلله على توفيقه لنا على خوض هذا الحوار المثمر، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد