www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

تربوي - مذكرات فتاة غربية |2|

ثقافتنا
مذكرات فتاة غربية
|2|

أرجو أن لا أفقد أسرتي، يا لها من تجربة غبية قمتُ بها، حين قررتُ الإنفصال عن عائلتي! لقد كنتُ في منتهى الغفلة. لكنني في الوقت نفسه، اكتشفتُ أن وجودي داخل أسرةٍ متماسكة هو ميزة ثمينة قد حُرم منها الكثير من أبناء جيلي.
قبل أسبوع، وقع شجار بيني وبين والدتي، سببه كثرة انشغالي بوسائل التواصل الإجتماعي. لقد أرادت مني وضع برنامج زمني يحدد لي المدة المناسبة لهذه المواقع، كي لا يضيع أغلب وقتي أمام شاشة الهاتف.
أما أنا، فقد اعتبرتُ ذلك تدخلاً بخصوصياتي وتعاملاً كالأطفال. ثم ما لبث أن تطور الخلاف إلى شجار وصراخ، قررتُ إثره ترك المنزل واللجوء إلى صديقتي أنجيلا التي تسكن وحدها في المدينة.
ومنذ وصولي إليها، لم يفارقني الشعور بالذنب والقلق، خصوصاً عند تفكيري بنظرات أمي لدى مغادرتي.
لقد كانت أسوأ ليلة أقضيها خارجاً، فالبيت الذي انتقلت إليه مملوء برائحة الكحول، ويضج بأشخاص غرباء يسهرون حتى الصباح وليس في أفواههم سوى دخان السجائر!
لكن ماذا عن أنجيلا! إنها زميلتي في الدراسة، تكبرني بثلاث سنوات، عانت من الرسوب المدرسي بعد طلاق والديها، تعيش في منزل أمها التي لا تكاد تراها إلا مرة في الأسبوع، أما والدها فقد انتقل مع زوجته الجديدة إلى العاصمة.
مسكينةٌ حقاً أنجيلا، إذ أعتقدها تفتقد لأمور عدة.. كحنان الأبوين، واحتضان الأسرة، والرعاية الأخلاقية والسلوكية الصحيحة.
بعد عودتي السريعة إلى أهلي، أقول لأمي أن اعتذاري إليكِ لا يمحو خطأي، أعدكِ أن أتصرف بكامل الإحسان والبرّ معكِ، فأنتِ ضياء دربي الذي لا أخطوه إلا بهديِكِ!
يتبع..

مصادر الحالات الإجتماعية: 
- موقع livestrong.com
- موقع royal college of psychiatrists 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد