www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - الحوار المثمر |7|

ديننا
الحوار المثمر
|7|

حوار بين الفقر والغنى
-  الغنى: السلام عليك يا صديقي، كيف الحال؟
-  الفقر: وعليك السلام، الحمد لله.
- الغنى: تفضل هذه الهدية البسيطة.
-  الفقر: أرجوك أنت تخجلني دائمًا، إسمح لي لن أقبلها هذه المرة.
-  الغنى: ما هذا الكلام؟ أي خجل بين الأصدقاء!
-  الفقر: هداياك دائمًا باهظة الثمن، وأنا لا أستطيع مبادلتك الهدايا فأنت تعرف ظروفي المعيشية والصحية وهذا يحرجني. 
-  الغنى: ومن طلب منك مبادلتي الهدايا! يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من فتح له باب من الخير فلينتهزه؛ فإنه لا يدري متى يغلق عنه» ميزان الحكمة/ج3 . لذا أرجو منك عدم رفض الهدايا فهذا يحزنني.
-  الفقر: ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمدح الفقر والفقراء فيقول: «الفقر فخري وبه أفتخر» البحار/ج69، ويقول: «الفقراء أصدقاء الله» ميزان الحكمة/ج3 ، كما ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): «المصائب منح من الله، والفقر مخزون عند الله» الكافي/ج2.
-  الغنى: نعم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) يمدحون الفقراء ولكن أتعرف لماذا؟
-  الفقر: لماذا؟
-  الغنى: لأن الفقراء هم باب يتقرب به الأغنياء إلى الله عز وجل.
-  الفقر: وكيف ذلك؟
-  الغنى: هل تساءلت يومًا لماذا الزكاة واجبة على الأغنياء دون الفقراء؟ ولماذا أموال الخمس والزكاة تعطى للفقراء ولا تعطى للأغنياء؟ ولماذا الصدقات واجبة للفقراء دون الأغنياء؟ فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لولا رحمة ربي على فقراء أمتي كاد الفقر يكون كفرًا» ميزان الحكمة/ج3 .
-  الفقر: إذًا أنت تتقرب إلى الله تعالى بإعطائي هذه الهدايا؟
-  الغنى: أجل، فأرجوك لا تحرمني من هذه النعمة وهذا الفضل.
-  الفقر: حقًا «التواضع نعمة لا يحسد عليها» ميزان الحكمة/ج4 كما يقول الإمام العسكري (عليه السلام). و أنت متواضع على عكس بعض الأغنياء الذين يتكبرون على الفقراء والمساكين.
-  الغنى: عن الإمام الرضا (عليه السلام): «التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه» الكافي/ج2، وأنا أحب أن أعطى المحبة والإحترام.
-  الفقر: في الحقيقة لولا حوارنا هذا ما كنت لأعرف نيتك، فقد كنت أحسبك مشفقًا على حالي. والآن تبين لي صدق صداقتنا وإخلاصك. فشكرًا لك على كل شيء يا صديقي.
-  الغنى: بل الشكر لك إذ أعطيتني هذه الفرصة الثمينة. والحمد لله إذ أن حوارنا كان مثمرًا.
-  الفقر: أجل، الحمد لله.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد