www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - ها هو اليتيم بعين الله |39|

ها هو اليتيم بعين الله
|39|

 

تـذكـر أبـو طـالـب أحـلام أبـيـه عبد المطلب إبــان ولادتــه، ومنام آمـنـة عـنـد الـحـمـل،  وتـــردد عـلـى خــاطــره كـلـمـات حـلـيـمـة واسـتـحـضـر حديثها عن غرائبه وعجائبه، فاندفع في تفكير عميق. 
عاود بحيرى الحديث، وتوجه بالخطاب إلى أبي طالب: فيه جميع ما بينته الكتب السماوية وذكرته أخبار الماضين، هـو أحـمـد، أو محمد. بـشـراك، إنـه كائن لابن أخيك هـذا شـأن عظيم: معه مفتاح الجنة والـنـار، فيه عظيم الخير، يـحـطـم الأوثـــان، ويــمــزق غـشـاوة الـكـفـر والــشــرك عـن الـعـيـون والــبــر والأبـصـار. تـقـول عنه الأخبار إن الأرض اهتزت طربًا يوم ميلاده، وتظل مستبشرة بوجوده حتى تقوم الساعة. 
ثم تأوّه وأضاف: لقد ناهزت السبعين، ومنذ أمدٍ أترقب ظهور نبي وأتـرصـد دعـوتـه؛ فقد قـرأت فـي أنـبـاء السابقين، وسمعت عن كبار الدين أنه سيمر يومًا ما بهذه البقاع، فجئت إليها، وألقيت بها رحلي ومنذ ذلك الحين، أنا هنا بالمرصاد، عله يمر، فأنال صحبته.  لكن البارحة عيل صبري، فجئرت إلى ربي، سائلاً اللقاء بالنبي، ثم رأيت رؤيا غريبة، تبشرني أن انتظاري صار على وشك الانتهاء.
 وهـا أنـا منذ الفجر الصديع، أستشرف الطريق، فكلّ بصري، وابـيـضّـت عـيـنـاي مـن الـتـعـب فــإذا بـعـجـاج يـتـصـاعـد مـن بـعـيـد، لاح خلاله ركبكم وقد كانت تعلوه غمامة، بيضاء كالحمامة. فإذا تقدم قفلكم، رأيت أن الغمامة تأبى إلا أن تظلل العزيز هذا من دونكم .
نازعني الشك أول الأمـر، وخيل إلـي أنني غير مصيب لكنني أرسلت طويل النظر فقطعت باليقين أن رؤيـاي كانت صادقة وأن المبشر بظهوره بين ظهرانيكم. 
تـنـفـس بـحـيـرى الـصـعـداء وقــال لـمـحـمـد: أتـمـنـى أن يُمد في عمري، فأشهد رسالتك، وأجود بنفسي بين يديك. لما رأى بحيرى أن الخوف قد استبد بأبي طالب، ودب فيه القلق، قال: هناك من اليهود والرهبان يعرفون عنه ما أعرف، فإذا رأوه خطفوه، أو بغوه شرًّا وربما نالوا من جوانحه، لكنهم لا يتمكنون من قتله؛ فهو بعين الله. 
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد