www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - فتنة الظالمين |4|

فتنة الظالمين
|4|

 

يزيد وارث الشيطان
بقيةُ رجلٍ من ذرية أولئك الرعاة الثوار، قام في صمت استسلام التاريخ ورضاه، حينًا من الدهر، بإثارة النار العجيبة في الصحراء، وألقى بنفسه على مهاجع التاريخ، فأزعج النوم الهادئ لعبيد الأرض، وطعم العسل في أفواه سادة الزمان!
خروجُ رجلٍ مع ثلةٍ من حوارييه، ليفجر ينبوع الطهارة في مجرى التخلف الحضاري، الذي ألقى فيه متعطشو السلطة كل أشكال التلوث المعنوي. ليبدأ بعده التقويم من جديد، بعد عاشوراء ليس كما قبلها.

يزيد يقلب المعايير
بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدأ التراجع يحل تدريجيًا، وقد وصل الإنحطاط إلى ذروته في زمن الفاجر يزيد، وهو القائل :"لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي قد نزل".
▪ فالمعرفة استحالت جهلًا وتضليلًا وتحريفًا، حتى أصبحت الشائعات والأخبار الملفقة منهجًا لبسط السلطة، فكثيرٌ ممن قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن يدري من يقاتل، وبعضهم ظنه متمرد على الحاكم، ولهذا السبب تحديدًا أخرج الإمام أبو عبد الله الحسين النساء والأطفال معه، لكي يحفظوا الواقعة ويرووا تفاصيلها الحقيقية.
▪ والعدالة أصبحت في عهد يزيد ظلمًا لا يطاق، فقد ورد عنه في أول خطبة ألقاها بعد موت معاوية :"وقد وُليتُ الأمر بعده (معاوية) ولستُ أعتذر من جهل ولا آتي على طلب علم وعلى رسلكم.." (العقد الفريد).
▪ والعبودية لله تعالى باتت نشرًا للمحرمات وتهاونًا بالأمور الشرعية، حيث أنه في أيام يزيد ظهر الغناء في مكة والمدينة واستُعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب.
▪أما المحبة والعاطفة فلم يبقَ منها شيء إنما استبدلت بالبغضاء على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) والمبالغة في الترهيب والتنكيل، لكي يعم الخوف داخل القلوب. حتى أن أقرب المقربين من الإمام حاولوا ثنيه عن القتال ونصحوه بالهرب. وفي ذلك دلالة على الهزيمة النفسية التي سادت حينها.

أمام هكذا معطيات، لم يعد بوسع الإمام الحسين (عليه السلام) إلا القيام بثورة عظيمة وتضحية دموية ليهز بها المجتمع الإسلامي، فيعيد إحياء كل ما اندثر من الدين المقدس، فلا شيء أغلى من الدين.
ويبقى السؤال الأهم، ما هي خيارات الأمة عندما تُبتلى بظالم كيزيد؟ وما هو مصيرها المبني على خيارها الذي اتخذته؟! انتظروا الجواب في الفقرة القادمة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد