www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - فتنة الظالمين |5|

فتنة الظالمين
|5|
النصر سُنّة الأذكياء

   
من قال أنّ الزمنَ خطٌّ مستقيم؟ مَن حَدَّه ببدايةٍ ونهاية؟! هل حقًا الماضي يرحل دون عودة؟ والمستقبل غيبٌ مجهول!!
في الحقيقة، للتاريخ مسارٌ حلزوني طويل، يعود فيكرر ذات الأحداث بذات الأسباب ليقفل على نفس النتائج. ولكن كلّ مرة مع أشخاص مختلفين.
منذ خلق الله آدم (عليه السلام) وإلى قيام الساعة، سيبقى المسير الحضاري للأمم يتعرض للإختبارات والإبتلاءات، وكلها محكومة بسنن تاريخية ثابتة، على أساسها تتقدم المجتمعات أو تتراجع، تتطور الدول أو تختلف، تزهو الشعوب أو تتلاشى.
وهذه الإبتلاءات قد تكون أحيانًا كثيرة، على هيئة حاكم ظالم متسلط، يتجاهل حقوق الرعية ويهمل تمكين البلاد وتعزيزها، لأجل أن يشبع غريزة التجبّر لديه، مسببًا تهاوي الأمة إلى الحضيض.
وفي هذه الحال سيقف العامة أمام خيارات ثلاث:
تأييد الظالم ودعمه بسبب الخوف أو الطمع.
مواجهة الظالم والتصدي له.
السكوت والوقوف على الحياد.
وكل موقف سيتخذه الشعب سترتد نتيجته عليه أولاً وآخرًا.

نماذج تاريخية
قوم بني إسرائيل: "قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون(24)..

قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأسَ على القوم الفاسقين (26)" (المائدة)
هذا نموذج قومٍ تقاعسوا عن القيام ورضوا بالقعود، فكانت نتيجة خيارهم التيه والتشتت في أرض لطالما سكنوها.
قوم يأجوج ومأجوج :"قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًّا(94) قال ما مكنّي فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما(95) آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارًا قال آتوني افرغ عليه قطرا(96) فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا(97)." (الكهف)
نستخلص من هذه القصة كيف تثمر النية الصادقة مع الجهد والعمل الجاد، نصرًا وعزًّا على الظالمين.

مَن تخلف عنّا لم يبلغ الفتح
انطلاقًا مما تقدم، نفهم مغزى قول سيد الشهداء "من لحق بنا استشهد ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح". أي إن الذين رضوا بأن يكونوا مع القاعدين، سوف يشملهم البلاء والتخلف والهلاك حتى وإن لم يكونوا في صف المؤيدين للظالم. أما من أدّى تكليفه، وقرّر المضي في رحلة المقاومة، فهو منتصر لا محالة حتى وإن استشهد ورحل عن الدنيا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد