www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - أطفالنا طلاب في مدرسة الحسين عليه السلام |5|

تربيتنا

أطفالنا طلاب في مدرسة الحسين عليه السلام

|5|

 

وقال له الحسين بعد أن خلع رداء الذل والخضوع للظالم، وباع نفسه لله: 
أنت حرٌ كما سمّتك أمك، حرٌ في الدنيا وسعيد في الآخرة نعم إنه الحر الرياحي، فما هي الدروس التربوية المستقاة من هذا الموقف، نستعرضها مع الدكتورة التربوية أميمة عليق: 

1. ما هي ماهية الحرية التي يربي المنهج التربوي الإسلامي المسلم عليها؟
الحرية نعمة إلهية منحها الله سبحانه للبشر ليتكاملوا ويصلوا لسعادتهم، فهي وسيلة وليست هدف. الإسلام دين الفطرة الإنسانية يقدس الحرية ويريد للإنسان أن يكون قويًا متحررًا من كل قيود الجهل والشر والفساد والظلم والرضوخ للظالمين.
فالتربية على الحرية أصل في التربية الاسلامية، ويترافق معها هدف أساسي هو القوة والقدرة والتكامل و رفض عبودية غير الله سواء الشيطان أو المستكبرين أو الشهوات والأهواء النفسية وبهذه الحرية يصل إلى أعلى مستويات الشجاعة والإبداع والعبادة والتوحيد وتأمين حاجاته الروحية والمادية وكل ما يقربه من السعادة والكمال والقرب الإلهي ويتمكن من ضبط نفسه وإدارتها وحتى تنظيم حاجاتها ومنعها عن بعض رغباتها في سبيل الوصول إلى لذائذ أعلى وأرقى وأكمل. 

2. ما هي المحاذير التربوية للحرية الغربية؟
الثقافة الغربية وخاصة الأمريكية تخدع الإنسان بحيث تدعوه للتحرر من أحكام العقل والفطرة، وأن يطلق كل غرائزه وشهواته وأنانيته تحت شعار جميل هو الحرية، فيما يصبح هذا الإنسان ضعيفًا سطحيًا غير قادر على مواجهة أي ظلم أو فساد ولا تحقيق تكامل عقلي وروحي.  بإسم الحرية تم استعباد الإنسان والشعوب، فترضخ وتتلهى عن مصالحها في الدنيا والآخرة، ونلاحظ أن تجربة الحرية الوهمية في الغرب قد ضاعفت الظلم والفساد وتفكك الأسرة والمجتمع وابتعاد الشباب الغربي عن القضايا الكبرى في الفكر والسياسة والعدالة وحتى البيئة والإبداع في العمل والسعادة في الحياة العادية؛ الشاب يصبح أسير الموضة ونمط حياة تفرضه الشركات الكبرى والإدارات الشيطانية المستبدة، وضائعًا غارقًا في متاهات نفسية وسطحية ودوامة لا تنتهي. 

3. كيف يمكننا كأهل ومربين رسم مسار الحرية السليم لأبنائنا؟
نحن كأهل ومربين لا نعطي الحرية للمتربين فهي ليست ملكًا لنا، بل ينبغي أن ندرك أن الحرية من الله وهي نعمة وأمانة ووسيلة رائعة للتكامل،
وليست بدعة غربية نخاف منها ونحاول تجاهلها.
منذ البداية عندما يرى الطفل تحررنا من أوهام الأعراف والأهواء وقوتنا أمام الإنحراف وطاعتنا فقط لله بعقل وفرح، سيبدأ بإدارة حريته نحو المسار الفطري وتحت حكم العقل بشكل تدريجي.

4. ما هو العمر المناسب لنقاش مفهوم الحرية بالمنظار الإسلامي لأطفالنا، وما هو دورنا كقدوة في هذا المجال؟
-يجب أن نبدأ ومنذ الطفولة الأولى مثلاً عند الثالثة والرابعة بتعويد الطفل على الإختيار بين الأشياء ليصبح بالتدريج مستقلاً، ويتعرف على معايير الإختيار، فهذا شرط أساسي لأن الحياة هي اختيار مستمر، ولأجل الاختيار الصحيح يحتاج لـ:
- تقوية العقل
- الإحساس بالحرية 
- التمتع بقوة وإرادة للتخلي عن بعض الرغبات من أجل أهداف أكبر وأجمل وأكثر لذة، وهذا ما يسميه البعض حاليًا الذكاء العاطفي والإجتماعي، حيث يضحي الإنسان مثلاً بحاجة له من أجل إسعاد الآخرين ومساعدتهم، فيشعر بفرح أكبر. وعلينا أن نبتعد عن الفرض والتلقين مع المتربين بل جعله يختار أموره مع تعريفه على حقيقة الحياة وأسرارها وأصولها ليختار بنفسه طريق العقل والدين وحب الله وطاعته بحرية ورغبة وذكاء، بعيدًا عن الإجبار والفرض، ليصل إلى سن البلوغ فيستدل على أصول الدين ولا يقلد فيها، ويشعر بالمسؤولية الشخصية وينطلق بطاقة وفعالية ونشاط نحو أهدافه الكبرى.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد