www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - الحوار المثمر |14| الجزء الثاني

ديننا
الحوار المثمر
|14| الجزء الثاني

حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين الغضب وعلاجه/ الجزء الثاني)


- الغضب: مفاسد! مثل ماذا؟
- علاجه: مفاسد أخلاقية مثل الحقد على عباد الله وقد ينتهي به الأمر إلى الحقد على الأنبياء والأولياء، بل وحتى على ذات الله المقدسة. وكذلك الحسد وغيرها.. كما وهناك مفاسد للغضب مؤثرة في الأعمال وليست محصورة، فلعله يتفوه بما فيه الارتداد، أو سب الأنبياء والأولياء، وهتك الحرمات الإلهية، وقتل الأنفس الزكية، والافتراء على العوائل المحترمة والتسبب لها بالعار والذل، ويقضي على النظام العائلي بكشف الأسرار وهتك الأستار، ووقع الفتن وارتكاب أفجع الأعمال وغيرها من المفاسد التي لا تحصى. وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «أي شيء أشد من الغضب؟ إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة» الكافي، للشيخ الكليني ج2
- الغضب: كل هذه المفاسد تنتج عن الغضب!؟
- علاجه: أجل، كما ويستوجب غضب الله عز وجل فقد جاء في كتب الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال الحواريون لعيسى (عليه السلام): أي الأشياء أشد؟ قال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: بما نتقي غضب الله؟ قال (عليه السلام): بأن لا تغضبوا» (وسائل الشيعة، للحر العاملي ج15).
- الغضب: كيف أعالج نفسي؟ ماذا ينبغي على أن أفعل؟
- علاجه: ينبغي عليك كظم الغيظ وإخماد سعير الغضب، فإنه من جوامع الكلم ودائرة تمركز الحسنات ومجمع الكرامات. بعد أن تدرك في حال تعقلك وسكون نفسك وخمود غضبك المفاسد الناجمة عن الغضب، والمصالح الناجمة عن كظم الغيظ، يلزم أن تحتم على نفسك أن تطفئ هذا اللهيب الحارق وهذه النار المشتعلة في قلبك لتغسل قلبك من الظلام والكدر، وتعيد إليه صفاءه ونقاءه. وهذا الأمر ممكن حتمًا بشيء من مخالفة النفس والعمل ضد هواها. كما وأن علاج الغضب المشتعل يكون من جهتين، علاج علمي وهو أن يتفكر الإنسان في مفاسد وعواقب الغضب. وعلاج عملي وهو صرف النفس عن الغضب عند أول ظهوره بأساليب عدة: كإشغال النفس بذكر الله تعالى ومغادرة المكان الذي ثار فيه الغضب وتغير الوضع فإن كان جالسًا ينهض واقفًا وإذا كان واقفًا يجلس وإن كان الغضب على ذي رحم يدنُ منه ويمسه. فقد جاء في رواية ميسر قال: ذكر الغضب عند أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقال: «إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبدًا ويدخل بذلك النار، فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالسًا فليقم، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه وليدن منه وليمسه، فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت» (وسائل الشيعة، للحر العاملي ج15). إن كبح جماح الغضب في بداية ظهوره أمر سهل ولا يحتاج للعناء والتعب، وإذا أوقفه الإنسان في هذه المرحلة ومنعه من التفاعل سيستفيد من أمرين: الأول يهدئ النفس ويقلل من اشتعال الغضب والثاني سيروض النفس ويؤدي إلى معالجتها الجذرية، وسيصل بالتالي إلى حالة الاعتدال والتوازن.
- الغضب: إذًا عليّ كظم غيظي قدر ما أستطيع. شكرًا لك على هذا الحوار المثمر، لولاه لكنت ما أزال قابعًا بالغفلة.
- علاجه: أجل كظم الغيظ، ولا شكر على واجب المهم هو أن حوارنا أثمر والحمد لله.
- الغضب: أجل الحمد لله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد