www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - الإختلاط واقعٌ وحدود |4|

الإختلاط
واقعٌ وحدود 
|4|

أسرار العالم الإفتراضي
بين صديقتين مقرّبتين يدور الحوار التالي:
- "متى ستأتيني بالأخبار المفرحة؟ لقد أصبح لديّ طفل وأنت لم ترتبطي بعد!"
- "لا عليكِ عزيزتي، لستُ على عجلة من أمري. إنني أحادث حاليًا شابين على الواتسأب، وهما ينتظران إشارة القبول مني للإرتباط الرسمي، لكنني أتريث لكي أختار أحدهما عن قناعة! ماذا عنكِ، هل ما زال خطيبكِ السابق يكلّمكِ؟"
- "نعم، لديه بعض المشاكل العائلية ويحب أن يسمع نصيحتي، لكنني أشعر بتأنيب الضمير كلما كلّمتُه، ولست واثقة إن كان هذا الأمر يؤذي زوجي أم لا.." 

مخاطر الإختلاط الإلكتروني 
إفساح المجال للخيال الخصب: فالمحادثات الإفتراضية البعيدة عن الاتصال المباشر تدفع الى تخيلات وهمية، وطبيعة الخيال أنه يصوّر الأشياء بمثالية، فتتزاحم عندها المشاعر سريعًا.
كسر حاجز الحياء: كافة وسائل التواصل تحتوي على رموز العاطفة (كالقلوب، والقبلات..) التي بدورها تساهم إلى حد كبير في رفع حدود الخجل بين الجنسين حتى لو كان استخدامها بريئًا.
التمهيد لإختلاط واقعي أجرأ: فكسر حاجز الحياء أولاً، والتعليقات غير المهذبة ثانيًا، إضافة إلى المسمّيات المشبوهة مثل "صديق"، تهيّئ الأرضية للإختلاط الواقعي الذي يصبح "تحصيل حاصل".
الغيرة والخلافات الأسرية: قد يعتبر الشريك أن بعض الرسائل فيها استفزاز لمشاعره، أو خروج عن الحد المقبول، فتنشأ حينها الخلافات والمشاكل.
هذه النقاط تلحظ المنحى الإعتيادي من التواصل بين الجنسين، من دون التطرق إلى الأمور المحظورة كالخيانة والإستغلال..

 خطوات المعالجة 
الوعي الكامل بالنقاط المذكورة وغيرها والإعتبار من تجارب الآخرين، وهنا تقع مسؤولية كبرى على الأهل بمراقبة سلوك أبنائهم في العالم الإفتراضي.
الإلتفات إلى الفتاوى الشرعية المُتّفق عليها بتحريم التواصل الإلكتروني الذي يحرّك الغرائز أو يجلب المفسدة، ولقد بات واضحًا أن أكثر هذه المحادثات تجلب المفسدة.
روي عن الإمام علي عليه السلام لولده الإمام الحسن عليه السلام: "واكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَاهُنَّ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ خَيْرٌ لَكَ ولَهُنَّ مِنَ الِارْتِيَابِ، ولَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ دُخُولِ مَنْ لَا يوثَقُ بِه عَلَيْهِنَّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ مِنَ الرِّجَالِ فَافْعَلْ"، (وسائل الشيعة ج20).
الإيمان والتيقن بأن هذا النوع من التواصل بين الجنسين لا يجلب إلا سعادة موهومة، ومشاعر مؤقتة وغير حقيقية، ولا يسدّ النقص الروحي أو النفسي بل يزيد من عمقه.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد