www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - مكارم الأخلاق |3|

مكارم الأخلاق
|3|

احرِص على نواياك
تذكرون جيدًا قصة المولى علي بن أبي طالب (عليه السلام) في معركة الخندق، عندما أراد أن يُجهز على غريمه عمرو بن عبد ود العامري، فقام هذا الأخير بشتمه وإهانته! وفي لحظة الغضب تلك لم يبادر الإمام إلى أية ردة فعل تشفيًا لنفسه، بل مكث بعيدًا بعض الوقت ثم قام وقتله لأجل الله تعالى وفي سبيل الإسلام.
هذه هي تمامًا النية السليمة الكاملة التي يدعو بها الإمام السجاد (عليه السلام): "وانتهِ بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال"
ومن أجل هذه الضربة المخلصة قال الرسول (عليه الصلاة والسلام) : "لضربة عليّ لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة"، بحار الأنوار-ج39.

هل النية الفاسدة ذنبٌ بحد ذاته؟
وكيف تؤثر على سلوك صاحبها؟
النية الخبيثة ليست ذنبًا بحد ذاته يحاسَب عليه الانسان، لكنها دون شك مقدمة للعمل السيء وللوقوع في المعصية. وهي حتى لو لم يعمل بها صاحبها، ثؤثر حتمًا في نفسه وروحه فتدفعه للتفكير بالأمور السيئة وتوقعه في معاصي الذهن كسوء الظن، والرياء، والعُجب.
-  وبالمقابل، تؤثر النية الطيبة:
• على مستوى العمل، فيغدو صالحًا مزهرًا.
• على مستوى الروح: فيعيش من يحملها الطمأنينة والإستقرار النفسي.
كيف نحصّل النية الطيبة؟
إن أصل كل النوايا الخبيثة هو من وساوس الشيطان اللعين، لذا يمكن للإنسان التخلص منها عبر الاستعاذة ومواجهة كيده بصلابة.
وكذلك فإن لقراءة القرآن آثارًا كبيرة في هذا الأمر، حيث ينساب كلامه الحَسن في بالنا وينعكس في نوايانا.

أفضل الأعمال ما اقترن بأحسن النوايا 
ورد في الحديث الشريف "إن قومًا عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار، وإن قومًا عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد، وإن قومًا عبدوا الله شكرًا فتلك عبادة الأحرار" (وسائل الشيعة-ج1).
وهنا أيضًا إشارة إلى أهمية النية في العبادة، حيث أن لكل فئة من هؤلاء أجر وثواب مختلف باختلاف نياتهم.
وعبادة الأحرار القائمة على العشق والإخلاص المطلق هي الأكمل والأفضل، لأنها تبقى وتستمر حتى لو لم يكن في عالم الآخرة جنة ولا نيران.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد