www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - توصيات رمضانية |2|

ديننا
توصيات رمضانية شعارها التغيير
|2|

بعد أن تكلمنا بأن على الإنسان أن يحدث بنفسه تغييراً في حياته دومًا وخاصة في نمط عبادته؛ وذلك بهدف أن يتبدل مسار حياته إلى الأفضل وترتقي نفسه إلى الكمال وإلا سيبقى على حاله! وذلك بناء على ما حثنا عليه الإسلام وأمرنا فيه أمير المؤمنين عليه السلام: (.. من اعتدل يوماه فهو مغبون.. ومن كان غده شرَّ يوميه فمحروم)، أمالي الصدوق.
لذلك لا بد أن لا تتساوى رمضانيتاه وليكن هذه السنة في شهر رمضان أفضل من السنوات الماضية.. ومنها:

• الإطعام قربة لله تعالى:
 إن من المظاهر المتعارفة في شهر رمضان كثرة الولائم والإطعام، ومن المعلوم أن ذلك من المستحبات.. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته في شهر رمضان المبارك: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء)، مبالغة في الحث على إطعام الصائمين.
المؤمن عليه أن يحاول أن يتخير الجهات التي يدعوها، مراعيًا قضاء حاجة لأخيه المؤمن، بقصد القربة لله عز وجل.. فالإنسان عندما يريد الإطعام؛ عليه أن يختار من يطعمهم في شهر رمضان: فإن كان هنالك إنسان منقطع، أو إنسان أعزب، أو إنسان في ضيق ويحتاج إلى من يدخل عليه السرور، فهذا مقدم على من لا يحتاج إلى مثل هذه المجالس، فلنحاول أن نعمل بهذا الأمر، ومراعاة لجميع الجهات.

• تجنب الإكثار من الطعام: ينبغي للمؤمن عدم التخمة، وخاصة عند الإفطار؛ فإن التخمة في أول الليل من موجبات التثاقل، والحرمان من بركات القيام آخر الليل لصلاة الليل.. فما دام هنالك محطة أخرى متمثلة بالسحور؛ ينبغي توزيع الطعام في فترتين إفطاراً وسحورا.. وليكثر من قراءة سورة القدر ما بينهما.

• مراعاة حرمة الشهر الكريم:
 إن من معالم شهر رمضان اليوم في إعلامنا الإسلامي -مع الأسف- هو التنافس في الإكثار من المسلسلات المزاحية، ومن المسلسلات التي لا تفيدنا دنيا ولا آخرة، فمع الأسف أصبحت تلك الأباطيل من مميزات ومعالم هذا الشهر.. غير أن المؤمن من صفاته التي خصه بها القرآن الكريم أنه لا يشتغل باللغو، فقد قال تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} وأي لغو أعظم من هذا اللغو؟
فعلينا أن نقي أنفسنا من هذه البرامج التي لا تليق بشهر رمضان، ولا بروح شهر رمضان.

• المصالحة والتسامح:
إن من موانع المغفرة في شهر رمضان، وفي ليلة القدر، هي الشحناء بين المؤمنين.. إذا ذهبت لأخيك المؤمن، وكان بينك وبينه شحناء، وإن كان هو المقصر؛ عليك أن تبادره بالاعتذار، وهو يتقبل منك.

فلنقل: شهر رمضان شهر كريم، شهر التسامح، لنتسامح من بعضنا البعض، ولنطلب العفو، ولنفتح صفحة جديدة وننسَ ما مضى. ولندع الوساوس (من هو الظالم ومن هو المظلوم). فإن رحمة الله عز وجل تشمل العافين في هذا الشهر الكريم.
فإن الذهن المشغول بالعداوات والاختلافات العائلية والاجتماعية؛ لا يصلح للتقرب إلى الله عز وجل. {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب – 4.
عندما نأتي للصلاة وقلوبنا مع الأهل إما حباً أو بغضاً، إما عشقاً أو غضباً؛ فإنه من الطبيعي أن هذا القلب لا يتوجه إلى رب العالمين.. في شهر شعبان ففي المناجاة الشعبانية: (إلهي! هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك)؛ وشهر رمضان شهر قطف ثمار المناجاة الشعبانية، لنجعل هذه المفاهيم في شهر رمضان في جزئيات حياتنا اليومية.

• الالتزام بحسن الخلق:
إن مما نلاحظه في شهر رمضان هي حالة من سوء الخلق. إن شهر رمضان شهر السيطرة على المشاعر، وعلى العضلات، وعلى الأعضاء، وعلى الكلام، وعلى النظر؛ لا فقط أن نكتفي بالصيام عن الطعام والشراب، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء.
وعليه، لنحاول أن نحسن خلقنا، وخاصة في مواطن الإثارة. وليكن معلوماً أنه من الطبيعي أن المؤمن لا يتمنى ساعة الإثارة الغضبية والشهوية، ولكنه إذا وقع في المحك؛ فإنه يفرح إذا نجح في الاختبار. فعليه السيطرة! عن الرسول (صلوات الله عليه وآله): (مَن كظم غيظاً، ملأ الله جوفه إيماناً)، ميزان الحكمة-ج3. ولنا أن نجرّب ذلك في موقف كهذا من الزوجة، أو من الصديق، أو من الموظف، أو من العامل؛ في هذه الساعة فلنمتصْ الغضب قربة إلى الله عز وجل، ولنعيش حالة القرب إليه.. وعندئذ، نغتنم الفرصة في المناجاة.
 (يا ربي، عفوت عمن هو دوني، فاعفُ أنت عني كما عفوت عنه، وإن هذا كان ديدن إمامنا السجاد (عليه السلام)، في عتق العبيد في شهر رمضان، والتجاوز عن سيئاتهم؛ ليكون أهلاً لتلقي المغفرة الإلهية.
- وقفة دعائية: ما أحلى وأجمل أدعية شهر رمضان:
الأول: دعاء أبي حمزة الثمالي، لنقتطع في صلاة الليل في قنوت الوتر، أو في قنوت الشفع فقرات قصيرة من مناجاة أبي حمزة بتفاعل. والتفاعل في الصلاة بين يدي الله لها لذة ما بعدها لذة.
والثاني: دعاء الافتتاح، وهو الدعاء الذي فيه مناجاة نستشم منها رائحة الإمام الحجة (عجل الله فرجه)، هذا الدعاء العظيم الذي يجعل الإنسان بحق ومن دون مجاملة، يعيش جواً متميزاً، لا يصل إلى هذا الجو بأي دعاء آخر!
فعلينا أن نكثر من الدعاء لفرج مولانا صاحب الأمر في ساعة الإفطار، وفي ساعة السحر، وفي قنوت صلواتنا؛ لكي يذكرنا الإمام في صلوات ليله، وعند إفطاره؛ وخاصة في ليلة القدر عندما تعرض عليه أعمالنا. فمن كان وفياً له، كان الإمام وفياً له.. ولندعو بهذا الدعاء الشريف دائماً: (اللهم! لا تنسني ذكره، والدعاء له)؛ لنحظى بهذا الشرف العظيم في ذكره.
إن هذه بعض التوصيات نحاول من خلالها أن نغيّر من نمط عبادتنا عن السنوات الماضية. والإنسان المؤمن كيّس فطن يستطيع أن يبتكر هو أيضاً نقاطاً أخرى، للوصول إلى هذا الهدف، ألا وهو: خير رمضان مر عليه!

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد