شهر رمضان - أفَلا يتدبّرون |2|

أفَلا يتدبرون
|2|

كتابٌ غنيٌّ شامل يمتدّ في ثلاثين جزءًا، بماذا يمكننا اختصاره يا تُرى؟
وهل باستطاعتنا إيجاز صفحاته في عنوان واحد؟

إنّ مَن يقرأ القرآن مرة تلو أخرى، يعرف أنه لا يمكن حصره بموضوع واحد. 
- فهو باب معرفة الله التي هي أصل كل كمال ومصدر كل سعادة. 
- وهو مفتاح هدايةٍ إلى كل خير وصلاح ونجاح.
- وإكسيرُ الشفاء من أمراض القلب والنفس.
- وأطروحة عامة للحياة البشرية وهداية المجتمعات.
- وهو الأنس المطلق والراحة التامة والفرج والهناء..

إلا أن هذه الأمور كلّها، يمكن اختصارها في هدفَين أساسيّين أرادهما الله تعالى من خلال بعثه للذكر الحكيم، وهما: التزكية والتعليم
كما تقول الآية من سورة الجمعة: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)".

والتزكية مُقدَّمة على عملية التعليم في الآية أعلاه، تدل على ضرورة قيام الإنسان بتطهير نفسه من الأفكار الباطلة والمعتقدات الفاسدة والأخلاق السيئة ليتمكن بعدها من توجيه معارفه ومكتسباته العقلية بما يخدم طريق الحق والخير.
يتبع ..