www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - أفَلا يتدبّرون |3|

أفَلا يتدبّرون
|3|


من بديع إعجاز القرآن الكريم هو شمول الآيات المُوَجهة للمؤمنين بعبارة "يا أيها الذين آمنوا.." للهدفَين الأساسيّين من نزول الوحي، في سياق الآية الواحدة (أي التزكية والتعليم).

ونذكر هنا كمثالٍ على حديثنا، الآية ذات المضامين والإعجازات المذهلة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (البقرة 264).

فبعد أن يُعرّف المولى تعالى المؤمنينَ بأهمية ترك المنّ في صدقاتهم للفقراء والمحتاجين، وينبّههم إلى أن هذا العمل فيه رائحة رياء كريه.. يضرب لنا مثلًا فيه من المعارف العلمية ما يدهش العقل والقلب معًا.

فيشبه اللهُ الرياءَ بـ"الصفوان" أي الحجر الأملس المخبّأ تحت التراب، عندما ينزل عليه "وابل" أي تيار ماء شديد، فيكشف عنه التراب ويتركه "صلدًا" أي صلبًا، شحيحًا، لا ينبت عليه شيء!

وبهذه الطريقة المبدعة يبيّن لنا الحق تعالى، أثر الرياء في أعمال العباد، حيث أنه لا يترك إمكانيةً لتحصيل الأجر والثواب الأخرويين.
وبذات الوقت يعمل بأسلوب بلاغي رائع على تهذيب النفس من شِراك الرياء وتبعاته! 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد