www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - مكارم الأخلاق |4|

مكارم الأخلاق
|4|

التواضع لله رفعة

هل تتأثر نظرتك إلى نفسك بحسب ما يقوله الآخرون عنك.
فلتحذَر إذًا أن تكون من الذين يقول فيهم أمير المؤمنين عليه السلام كم من مغرور بحسن القول فيه وكم من مفتون بالثناء عليه، ميزان الحكمة-ج4.
وبالأحرى، مَن منا لا يحب أن يمدحه الناس ويُثنوا على أفعاله؟
فهذه طبيعة النفس البشرية التي يأسرها المديح! 
ولكن يا أيتها النفس المفتونة انتبهي! هذا خطر!

الإمام السجاد عليه السلام يقول في دعاء مكارم الأخلاق " ولا ترفعني في الناس درجة إلا حطَطتني عند نفسي مثلها، ولا تُحدِث لي عزًّا ظاهرًا إلا أحدثتَ لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها".
ويا لجمال هذه العبارة وعمقها التربوي!
فكثيرون يقعون في فخ مديح الناس لهم، فيصيبهم الغرور، وقد يصل الأمر بالبعض أن ينسى فضل الله عليه، فيظن أن كل كمال فيه هو من عند نفسه، وأنه مستقلّ الإرادة عن المولى تعالى! وهنا خطورة الموضوع.
ولو تأملتَ أيها المسكين في حقيقة نفسك ووجودك وفي عظمة خالقك، لَشَعرتَ بصغر شأنك ووضيع مقامك فلا يغرّك حينها قول الناس فيك.
بلاءات مجهولة
أكثر الأسباب التي ترفع من قدر المرء في أعين الناس هما المال والمنصب.
ويا للصدفة الغريبة، فهما في ذات الوقت من أكبر الأخطار على تديّن صاحبهما والتزامه!
وقد جاء في الأحاديث الشريفة: "عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "حبّ الجاه والمال يُنبتان النفاق في القلب كما ينبتُ الماءُ البقلَ"، المحجة البيضاء-ج6. 
"ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر على دين المسلم من الرئاسة" (الكافي/ج٢/ص٢٩٧).

فنتيجةً للأوهام والاعتبارات التي تحيط بالشخص الغني أو صاحب الشهرة والتي تغذيها ثقافة الناس وقيمهم، يتحول هذان الأمران إلى عامل للتسافل والسقوط. وعلى المُبتلى بهما الانتباه جيدًا ليوظف ما أفاضه الله تعالى عليه من نعم في الطريق الذي يريده ويرضاه عز وجل، ويتصرف بحسب هذه الإرادة الإلهية.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد