مجتمع - على بصيرة أنا ومن اتبعني |5|

مجتمعنا 
على بصيرة أنا ومن اتبعني
|5|

أنوار البصيرة 
على الإنسان أن يرى أن هذا الوجود عبارة عن نظام واحد مترابط بأحداثه التاريخية، وكل حركة تحدث في هذه الارض فيها حكمة مترابطة مع بعضها البعض، وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم والمدبر والمتصرف والمنظم لكل شؤون هذا الوجود وأن يعلم كيف يشقّ الإنسان طريقه في هذا النظام وصولاً إلى الله تعالى وهذا هو التجلي لنور البصيرة الأول الذي هو نور المعتقد.
وقد قال السيد القائد إن "البصيرة هي الشرط اللازم والأساسي للنجاح في كل شيء للتوصل إلى تحقيق الأهداف، لأن الحياة في ظل النظرة التوحيدية تعني بذل الجهود بصورة متواصلة وهادفة ومدروسة ووفق هذه النظرة تحظى كل حركة بمعنى ومغزى، كما أن كل حركة أو سعي يقابله الأجر والمكافأة الإلهية ولا مجال ولا مكان في ظل هذه النظرة التوحيدية للخيبة والصدمة والاكتئاب.
وهذا النور قليل من المؤمنين يحصلون عليه لذلك قال تعالى: (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَأَضَلُّ سَبِيلاً) الإسراء/72.

إذا ثبت النور الأول (نور العقيدة) ينتج عنه النور الثاني الذي هو النور بالحوادث.
فما هو النور بالحوادث؟ 
النور بالحوادث هو ترجمة عملية للنور الأول بحيث أستطيع من خلال حوادث الأيام أن أتخذ قراراً صائباً ينسجم مع ثباتي على الصراط المستقيم.
أي أختار في كل موقف وحركة ما ينسجم مع نور البصيرة الأول وإلا سوف أنحرف عن البصيرة (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لن تزيده كثرة السير إلا بعداً)

الإنسان قد يكون من أهل الاستقامة والثبات ولكنه لا يملك بصيرة الرؤيا في الحوادث وهذا من أخطر الأمور: (إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور). 

كيف يحصّل الإنسان البصيرة بالحوادث؟ 
البصيرة مصطلح قرآني إسلامي معناه (الوعي) أي معرفة حقيقة الأشياء وباطنها وذلك بالنظر الأدق وهو في الحقيقة النظر الذي يريده الله وذلك عن طريق كتاب الله وأقوال المعصومين عليهم السلام. 
وبذلك فإن القلب يبدل ما نراه بعيوننا ويعطيه قيمة مختلفة. 
فأصحاب البصائر هم أصحاب قلوب مرتبطة بالله تعالى: (قد جاءكم بصائر من ربكم) 
فالبصيرة الحقيقية هي من الله وليس من أحدٍ آخر. 
وهذا يحتاج إلى تذلل وانقطاع إلى الله ودعاء والتجاء إلى الله سبحانه أن يسدد هذا القلب. 
يتبع..