www.tasneem-lb.net

مجتمع

ممجتمع - الإعلام بين الدور والهوية |2|

الإعلام بين الدور والهوية
|2|
المطبخ الإعلامي

         
لعل أكثر ما يوضح لنا الصورة المخفيّة لعمل الوسائل الإعلامية هو الإقتباس التالي للمفكر الأميركي نعوم تشومسكي، يقول: لا يمكننا النظر إلى المشهد الحاضر إلا عبر مصفاة من صنع الدول المتنوّرة الغربية، تسمح برؤية الأفعال الشريرة التي يرتكبها الأعداء الرسميون، في حين تحجب الصور غير المرغوب عرضها. هذه المصفاة تسمح برؤية الفظائع عبر عدسة مكبرة إذا كانت منسوبة للآخر، ولكنها لا تسمح برؤية المجازر إذا كانت منسوبة لأميركا وحلفائها".
وأتوقع أن أكثركم قد فهِم ما هي المصفاة المقصودة هنا.. إنها الإعلام.

في اللحظة التي تفتح فيها تلفازك وتبدأ بمشاهدة نشرة الأخبار أو برنامج التحليل السياسي، تكون الطبخة الإعلامية المحضَّرة في كواليس المشهد السياسي قد انتهت، وما عليك إلا تناولها!
فمن أين تبدأ هذه الطبخة؟
وما هي مكوناتها؟
ومَن هم الطهاة؟

تأسيس المؤسسة الإعلامية:
إن شكل العمل الإعلامي في أغلبيته الساحقة يأخذ الطابع المؤسساتي، الذي يحتاج دائما للتمويل ودفع تكاليف التأسيس والترويج والإستمرارية.
وهنا يحق لنا أن نسأل: ما الذي يدفع أحدهم للإستثمار في المجال الإعلامي تحديدا؟ هل هو الربح المادي فقط؟
ومن جانب آخر، هل يُعقل لمؤسسة معينة أن تنشر محتوى يخالف آراء وتوجهات داعمها المالي؟
والجواب لا يحتاج إلى كثرة التفكير، لنستنتج أن سياسة الوسيلة الإعلامية تتبع مباشرة لسياسة مؤسسها ومموّلها!
وفي هذا السياق، نذكر مثالا نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، حول شراء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأهم مراكز الدراسات البريطانية بهدف منعها من نشر معلومات ومعطيات ومواقف حول جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في حينها.

ولكن، ألا يُفترض بالإعلام أن يكون محايدًا؟
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد