www.tasneem-lb.net

أخلاق

اللهم بلغ مولانا الإمام المهدي (2)

معالي الدعاء

شرح دعاء العهد

"اللهم بلغ مولانا الإمام المهدي القائم بأمرك صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين .....زنة عرش الله، ومداد كلماته، وماأحصاه كتابه، وأحاط به علمه.."

وبعد التبليغ بالصلوات نيابة عن المؤمنين والمؤمنات وعن الوالدين وعن ذات قارئ الدعاء نبدأ بالمقطع الثاني الذي يتمثل في حجم وعدد الصلوات التي بلغ بها القارئ. حيث حدد ذلك بأربعة مقاييس وهي:

زنة عرش الله تعالى

مداد كلماته

ما أحصاه كتابه

وما أحاط به علمه...

فما هي فلسفة هذه التحديدات للعرش وللكلمات وللكتاب وللعلم

 إن الدعاءعرض مستويين من الحجم أو العدد..

فبالنسبة إلى العرش ورد نص عن الصادق عليه السلام يذكر فيه أن الأرض والسماء وما خلق الله تعالى هو تحت الكرسي، وأن الكرسي في فلاة بالنسبة إلى العرش ...

وهذا يقتادنا إلى تصور سعة العرش، بحيث يتجاوز ماخلق الله تعالى من كل شيء... أي ما لا يسهل تحديده من كيفية هذا العرش...

وأما "ما أحصاه الله تعالى في كتابه"يبلغ عن الكم من الصلوات بالكثرة عددًا وافرًا بعدد ما خلق وذكر في الكتاب (وهذاالكتاب إما القرآن أو صحيفة أعمال العبد أو ما كتب في اللوح المحفوظ..) وهي بدورها لا تحصر في أعداد خاصة...

"ومداد كلماته": وهي لا حدود لها،حيث أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ((ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام،والبحر يمده من بعده سبعة أبحر، ما نفذت كلمات الله)) فعبارة ما نفذت كلماته تعني:أن عظمة الله تعالى في كلماته التي تمثل عطاء رحمته المرسلة لا حدود لها..

"وما أحاط به علمه": وهي عظمة علمه تعالى.. فإن علم الله تعالى لا يقارن بعلم البشر لا من حيث الآلية الإدراكية ليتحقق العلم أو المعرفة بها عند البشر، ولا من حيث الحجم المعرفي... فالصلوات التي نطمح بأن تتم على المهدي (عليه السلام) هي من الخطورة والعظمة بمكان يتناسب مع إحاطته تعالى علمًا بالظواهر...

!!وربما يكون:

إن الصلوات التي يريد قارئ الدعاء توصيلها إلى الإمام لا تنحصر في عددها بل إن "الكيفية" لها أهميتها..

فالإنسان قد يتلفظ بآلاف الصلوات ولكنه غافل قلبيًا عن دلالة هذه الصلوات...

وقد يتلفظ بواحدة وهو يتجاوب ويمتزج ويتعاطف بلويتماهى إلى درجة فناء الذات...

فالمطلوب هو انتخاب عبارة تتناسب مع الكيف، معالمضمون وليس مع العدد فحسب...


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد