www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - كن أجود الناس في الشهر الكريم |1|

ديننا
كن أجود الناس في الشهر الكريم
|1|

منذ بدء الخلقية إلى الآن، وإلى يوم تكون لله تعالى فيه مشيئة أخرى، كان هناك مجتمع بشري فيه فقراء وأغنياء، وكان هناك مكتفون ومحتاجون، وكان هناك قادرون على العمل وعاجزون عن العمل، إلخ.. بطبيعة الحال، هؤلاء العاجزون عن العمل والمحتاجون والمساكين والفقراء يجب أن تمتد إليهم يد المساعدة. ولا يجوز أن يُتركوا أو يُخذلوا.
وهذه طبعًا هي مسؤولية الدولة حتى في الفهم الإسلامي. هي مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى ومسؤولية المجتمع. يعني الدولة مسؤولة والمجتمع مسؤول. إن قام المجتمع بهذه المسؤولية لا يعني أن الدولة عليها أن تدير ظهرها لهؤلاء. إن قامت الدولة بجزء من هذه المسؤولية لا يعني أن المجتمع غير معني. في الفهم الإسلامي الدولة مسؤولة، والمجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الفقراء والعاجزون والأيتام والمساكين هو أيضا يتحمل مسؤولية من هذا النوع. تأتي ثقافة إيتاء الزكاة والتصدّق والإنفاق والجهاد بالمال، ورعاية أو تكفل الأيتام، وقضاء حوائج المحتاجين، وما شاكل في الحقيقة من هذا الجانب، لتعالج جانبًا كبيرًا من هذه المشاكل، ولكن بخلفية ثقافية إيمانية أخلاقية إنسانية. هذا ما ورد الحثّ عليه في الكثير من الآيات والروايات، (السيد حسن نصر الله/٢٩-١١-٢٠٠١).
لا شك أن شهر رمضان المبارك فرصة لتفعيل الجانب الاجتماعي للإنسان ومراجعة الخلل والنقص والهفوات التي ارتكبها خلال الأيام الماضية، فشهر رمضان ليس لمراقبة البعد العبادي الخاص، بل يتعداه لمراقبة البعد الاجتماعي، وما أحوجنا اليوم إلى الخروج بالعبادات من الشكل والطقس إلى الأبعاد الأخرى لتكون أساسًا في بناء المجتمع السليم وتعاضده وتكاتف أفراده.  وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على إبراز هذا الجانب، ليكون الجانب الاجتماعي لكل منا بعد مرور الشهر الكريم ليس كما قبله، وإلا - والعياذ بالله- نكون ممن حرم بركات الفيض الإلهي، ولم ينل من عطاءات المولى تعالى.
التصدق وهو ما ورد في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: 《وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم》 الأمالي، ص١٥٤.
والصدقة من أهم المستحبات الدينية التي حث الإسلام عباد الله عليها، مؤكدًا على دورها الكبير في توطيد الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
والصدقة في شهر رمضان من الأمور التي ينبغي مراقبتها جيدًا، هل تصدقت؟ بماذا تصدق؟ ولماذا؟ وكيف شعرت بعد التصدق؟ وهل كانت نيتي خالصة لوجه الله تعالى؟ هل تحسّن أدائي للصدقة خلال الشهر الكريم؟ هل كانت في السر أم في العلن؟
يتبع..

مبارك لكم حلول شهر الرحمة وتقبل الله أعمالكم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد