www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - كن أجود الناس في الشهر الكريم |2|

ديننا
كن أجود الناس في الشهر الكريم
|2|

إذا كان للصدقة كل هذه المفاعيل الاجتماعية (التي تم ذكرها في القسم الأول) فإنه من الطبيعي أن تنطلق الصدقة في الدائرة الاجتماعية الأقرب فالأقرب، ومن الطبيعي توطيد هذه العلاقات مع ذوي الأرحام، ولو سار الجميع على هذا المنهج لارتفع الفقر من المجتمع بعطاءات الصدقات وحدها بدون سواها، وهذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:《لا صدقة وذو رحم محتاج》 ميزان الحكمة، ج٢، ص١٥٩٩.
وعليه، فليراقب كلٌّ منا صدقته، وليطفئ غضب الرب بها، وليدفع البلاء بها، وليتوسّم الاستظلال بها، يوم لا ظل إلا ظل العمل الصالح.
استغل أهل البيت عليهم السلام الشعائر والشهور المقدسة كشهر رمضان، لتأجيج العواطف والمشاعر الدينية، طلبًا للثواب؛ فيوظفون هذا الظرف لحث الناس على التصدق، كاشفين لهم أبعادهم العبادية وثمارها الأخروية، فعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر: كان الإمام السجاد عليه السلام إذا دخل شهر رمضان تصدق في كل يوم بدرهم.. إقبال الأعمال/ ابن طاووس٣: ١٥٠، مكتب الاعلام الإسلامي، ط١ /١٤١٤ه.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: 《من تصدق في رمضان صرف (الله) عنه سبعين نوعًا من البلاء》 عدة الداعي/ ابن فهد الحلي: ٩٢، مكتبة الوجداني- قم، تحقيق: أحمد الموحدي القمي.
وهناك أوقات يستلزم التصدق فيها الثواب الكثير كوقت الليل، {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة ٢٧٤، ويبدو أن لذلك علة عميقة، وهي حرص الإسلام على صون كرامة المحتاجين، فتحت جنح الظلام يستطيع المحتاج أن يحصل على بغيته من دون أن يكشف عن هويته، ولا أن يريق ماء وجهه، {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم} البقرة ٢٧٣، والمعطي بدوره يحصل على الثواب ويرضي ربه، {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} البقرة ٢٧١، قال الإمام الصادق عليه السلام: 《صدقة الليل تطفي غضب الرب، وتمحو الذنب العظيم، وتهون الحساب...》الكافي٤، ٣/٩، باب صدقة الليل من كتاب الزكاة.
وكان أهل البيت عليهم السلام يسلكون هذا السبيل فيفضّلون صدقة الليل.
(من موقع المعارف الإسلامية الثقافية الالكتروني/ بتصرف).
للصدقة أهمية كبيرة في شهر رمضان المبارك، وخصوصا في هذه الظروف، في ظل الأزمة الاقتصادية، وفي ظل جائحة فيروس كورونا، شبه الكرة الأرضية معطلة، فلنغتنم هذه الفرصة بالإكثار من صدقاتنا.
والصدقة تكون بأشكال مختلفة، فمنها التكافل الاجتماعي (إطعام، لباس، سكن، إفطار صائم...)، كما قال السيد حسن نصر الله: نؤكد بشدة على التكافل الاجتماعي وجزء منه تأجيل قبض الإيجار أو عدم تقاضي الديون إذا كان هناك قدرة، وتجنب الكماليات والرفاهية والتصرف كأننا في حالة حرب/ ٢٠-٣-٢٠٢٠، ومنها معنوي (كلمة طيبة، امتصاص الغضب والتوتر في هذه الأزمة، الابتسامة الدائمة).
لا تنسوا أن تهدوا نية صدقاتكم لتعجيل الفرج وسلامة بقية الله عجل الله فرجه الشريف، ورفع البلاء عن هذه الأمة.
مبارك لكم حلول شهر الرحمة وتقبل الله أعمالكم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد