www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - زاد القلوب |2|

زاد القلوب 

|2|

 

تلاوة الكتاب
لأن الغاية والمقصد من الصيام هو طلب الله تعالى، كان لا بدّ للصائم أن يتلو القرآن الكريم، ليتعرف على سرّ هذا الوجود.  وقد عبّر الإمام الصادق (عليه السلام) عن هذه الحقيقة بقوله: (لقد تجلّى الله لعبادهِ في كلامه ولكن لا يبصرون) بحار الانوار : ١٠٧/٩٢.
فالله تعالى يتجلّى بتمام معرفته بكتابه.

المطلوب من الصائم أن يُفعّل قواه الباطنية، ويدرك ببصيرة قلبه معاني القرآن الكريم، عندها يحس بوجود الآخرة الحاضرة من خلال تلاوة الكتاب.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ) جامع أحاديث الشيعة.
مما يعني أن ضيافة الله لنا هي في القرآن الكريم والآنية هي القلب، لذا كان أهم وأشرف الأعمال في شهر رمضان تلاوة الكتاب، فينشأ نوع من علاقة صادقة بين الصائم وكتاب الله، بحيث أن مثل هذه العلاقة يصعب جداً تحقيقها في غير شهر رمضان.

عن الإمام السجّاد (عليه السلام): (آيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها)، ميزان الحكمة/ج٣.
نحن نطلب الله تعالى وخزائنه وهو قريب في باطن القلوب.

وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: "لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن" التستري، الخصائص الحسينية. 
فالله تعالى في قلب عبده المؤمن، وليس أن يجول المرء ببصره باحثاً عنه، ومن هنا كانت تلاوة كتاب الله بمثابة مفتاح القلوب التي هي محل عرش الله وسنن الله وأحكام الله تبارك وتعالى. 
ومن آداب القرآءة الظاهرية أن يكون الإنسان طاهراً من كل رجس وذلك كما قال تعالى (إنَّه لقرآن كريم فِي كِتَابٍ مَكْنُون لا يَمَسُّهُ إلَّا المُطَهَّرُون) الواقعة ٧٧-٧٩.
فكان شهر رمضان فرصةً عظيمةً لتلاوة الكتاب، وقد طهّر الصائم ظاهره وباطنه من كل المنجسات، مما يجعله لائقاً بفتح خزائن هذا الكتاب العظيم. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد