شهر رمضان - زاد القلوب |4|

زاد القلوب 

|4|

(كونوا مشرفين على الآخرة)
ما هي فكرة الإشراف على الآخرة التي أوصانا بها إمامنا الصادق (عليه السلام) في شهر رمضان المبارك؟ ما هو المقصود بالآخرة؟ وما هي قوانين الآخرة؟ 
إذا كانت الآخرة هي محل لقاء الله تبارك وتعالى، ومحل ملائكة الله، ومحل القرب من الله سبحانه، هذا يعني أن ذلك متحصّل لكل من هو قريب من الله عزّ وجلّ، ولمن اختار أن يكون مع الله، وهل يوجد فرصة متاحة أكثر من شهر رمضان لتحصيل هذا القرب؟

الحياة الآخرة لا تبدأ بعد الموت، بل هي حاضرة موجودة، ولكن استغراق الإنسان بحاجات بدنه يجعله غافلاً عنها كما ورد في قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم ٧.
ويأتي شهر الصوم لينبّهنا إلى عيش الآخرة بحياة القلوب، بعد أن نسكت احتياجات الأبدان، ونصبر عليها، وننتبه من الغفلة.  

فمن نعم الله على الإنسان هو شهر رمضان المبارك، بحيث إذا أحسنّا فيه الصيام، نشعر بالقرب من الله تعالى، ونشرف على الآخرة، لذلك يجب أن نستعين بالله تعالى لتحقيق هذه المرتبة السامية من الصيام، التي لا تقتصر فقط على الجوع والعطش.
لذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ).