www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - زاد القلوب |5|

زاد القلوب 
|5|

 

لا يكن يوم صومك كيوم إفطارك 
أعمال البرّ كثيرة ويدخل تحتها: صلة الأرحام والصدقة والصلاة، والتخلّق بأخلاق الصالحين، وغيرها الكثير ..
هذه الأعمال يجب أن يقوم بها الإنسان في كل حركة في وجوده.
فما الذي يميز شهر رمضان عن غيره من الشهور؟ 

إذا لم نلتفت إلى أن الصوم هو تقوى القلوب، سنحرم من ثواب الصوم الذي هو حياة القلب، فالصائم يجب أن يقول لكل المشتهيات البدنية والحاجات التي تشدّه الى الدنيا، توقفي! 

هل يصحّ أن يكون الإنسان صائماً وهو في كل ساعات يومه مشغولاً بإعداد الطعام والشراب؟ همّه يتركز على المتع البدنية؟ 
هذا الإنسان لم يُحسن فعل الصوم وقد أشار الامام الصادق (عليه السلام) إلى هذه الحقيقة بقوله: (لا يكون يوم صومك كيوم فطرك) ميزان الحكمة/ج٢.
إذ يجب أن لا يشبه يوم الصوم يوم الإفطار بشيء سواء باليقظة أو النوم، بالسلوك أو الكلام، بأي حركة من حركات الإنسان يجب أن يكون لها نمطٌ مختلفٌ.

ويتابع الإمام الصادق عليه السلام مستعرضاً الوصايا التي يجب أن نلتزم بها في شهر رمضان: (إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ...فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تكذبوا، ولا تباشروا، ولا تخالفوا، ولا تغاضبوا، ولا تسابوا، ولا تشاتموا، ولا تنابزوا ولا تجادلوا، ولا تبادوا، ولا تظلموا، ولا تسافهوا، ولا تزاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة، والزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق، ومجانبة أهل الشر، واجتنبوا قول الزور والكذب....وكونوا مشرفين على الآخرة)، وسائل الشيعة ج١٠ص١٦٦.

شهر رمضان ليس شهر الجدال والنقاشات، ولا شهر إثبات الحق بالكلام مع الآخرين، فلا تخالفوا كذباً ولا صدقاً، ولا تعيشوا حياة اللهو والمزاح واللغو، الذي لا فائدة منه، وإرسال النكات على مواقع التواصل، والسهرات التافهة. بل ينبغي أن نترك كل ذلك، فلا يكون خروج المرء من منزله الا لشراء الاحتياجات الضرورية لإعداد الطعام أو صلة رحم أو زيارة مريض أو عمل برّ.
يجب أن نتحرك في شهر رمضان بنمط حياة مختلف، فإذا أردنا فيه شيئًا من سعي الدنيا، يجب أن نضمّ معه سعياً للآخرة. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد