www.tasneem-lb.net

الإمام الحسن المجتبى(ع)

الإمام الحسن المجتبى ع - من سيرة إمامنا الحسن المجتبى (عليه السلام)

من سيرة إمامنا الحسن المجتبى (عليه السلام)

الولادة: ولد ليلة الثلاثاء، النصف من شهر رمضان المبارك، في السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة.
الشهادة: استشهد (عليه السلام) في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة، وقد مضى وهو ابن سبع وأربعين سنة أقام منهم مع جده المصطفى (صلّى الله عليه وآله) سبع سنين، ومع أبيه علي(عليه السلام) ثلاثين سنة، وقد استشهد مسموماً على يد زوجته جعدة بنت الأشعث.

مدة الإمامة: بويع بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40ه، مدة إمامته 10 سنين.
وقع الصلح بينه وبين معاوية سنة إحدى وأربعين.
ألقابه: الأمير، الحجة، الكفيُّ، السبط، الولي.
كنيته: أبو محمد
نقش خاتمه: " حسبي اللَّه"، " لا إله إلا اللَّه الملك الحق المبين"، " العزة للَّه وحده".
مدفنه: المدينة المنورة (البقيع)، عند جدته فاطمة بنت أسد بوصيّةٍ منه (عليها السلام).

نبذة عن حياته الشّريفة
إنَّ الظروف الصعبة التي أحاطت بحياة الإمام المجتبى (عليه السلام) جعلت من محطات حياته ودراستها أمراً يحتاج إلى كثير من الدقة والتمحيص والإنصاف، لأن الإمام عليه السلام قد عانى مظلومية من أهل زمانه، ومظلومية في صفحات التاريخ الإسلامي، سواء على مستوى فهم حركته السياسية المباركة وصولاً إلى الصلح مع معاوية، أو على مستوى بعض الاتّهامات التي لا تليق بالإمام (عليه السلام)، فمعاناة الإمام (عليه السلام) المباشرة بدأت من اللحظة التي عهد بها الإمام علي (عليه السلام) إليه قبل شهادته بيومين قائلاً: "يا بنيّ! إنه أمرني رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أن أوصي إليك، وأدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إليّ ودفع إليَّ كتبه وسلاحه، وأمرني أن أمرك إذا حضرك الموت أن توصي بها إلى أخيك الحسين عليه السلام"1.
وبعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، خطب الإمام الحسن (عليه السلام) خطبة قال فيها:" أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أنا ابن البشير، أنا ابن النذير.. إلخ"2. 
وبعد ذلك قام ابن عباس ودعا الناس إلى بيعته فاستجابوا وبايعوه قائلين "ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة"3  "وكان عدد المبايعين له أكثر من أربعين ألفا"4. 

مراحل إمامته (عليه السلام) 
يمكن تقسيم إمامته (عليه السلام) إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: بعد شهادة أبيه (عليه السلام)، واستلام الإمام الحسن الخلافة لمدة سبعة أشهر.
المرحلة الثانية: هي فترة الصلح مع معاوية إلى حين شهادته المباركة.

أسباب الصلح في الروايات
إن الروايات التي تعرضت لصلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية، قد نستفيد من أكثرها أن هذه الخطوة الدقيقة والخطيرة التي قام بها الإمام (عليه السلام) لم تكن واضحة لدى أذهان أكثر الناس، ممّا شكّل ضبابيّة في فهم موقف الإمام (عليه السلام).

والأسباب التي دعت الإمام (عليه السلام) إلى قبول الصلح على المستوى الميداني فكثيرة أهمّها:
1- عدم رغبة جيش الإمام (عليه السلام) في القتال، وهذا ما بدا ظاهراً منذ اللحظة الأولى، عندما دعاهم (عليه السلام) قائلاً: "اخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة".
يقول المؤرخون: "وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم، ولا أجابه بحرف"! حتى وقف عدي بن حاتم أنّبهم على ذلك.
2 - التواطؤ مع معاوية من قبل الكثير من القادة، ومحاولة قتل الإمام (عليه السلام).
3- الخيانات الفعلية والمتكرّرة والمتمثلة بالالتحاق بمعاوية أو الفرار من المعسكرات. كما حصل مع عبيد اللَّه بن العباس حيث بعثه الإمام عليه السلام في اثني عشر ألفاً، فخان الإمام (عليه السلام) مقابل ألف درهم أرسلها له معاوية.
4 - شيوع البلبلة والاضطراب في صفوف القادة والجنود.
5 - عدم الاخلاص للقيادة الشرعية5.

الصلح بنوده وشروطه
إن الصلح الذي أبرمه الإمام (عليه السلام) مع معاوية قد أحاطه بشروط تجعل الإمام (عليه السلام) في موقع القوة دائماً ومعاوية في موقف الضعف سواء على المدى القريب أو البعيد؛ سواء وفى معاوية بشروط الصلح أم لم يفِ بها، فإنّ عدم الوفاء سيفضح معاوية ويشكل انتصارًا لخطّ أهل البيت (عليهم السلام) على المدى البعيد. 
وشروط الصلح من طرف الإمام الحسن (عليه السلام) :
1 - أن يعمل معاوية بكتاب الله، وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيرة الخلفاء الصالحين.
2 - ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده عهداً.
3- الناس آمنون حيث كانوا في العراق، والشام، والحجاز، وتهامه.
4 - أمان الشيعة وأصحاب علي (عليه السلام) على أنفسهم، وأموالهم ونسائهم، وأولادهم.
5 - أن لا يبغي للحسن(عليه السلام)، ولا لأحد من أهل بيته غائلة سراً وعلانية، ولا يخيف أحداً منهم.
6 - أن تكون الخلافة للإمام الحسن (عليه السلام) من بعده فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد به لأحد.
7 - أن لا يسميه أمير المؤمنين.
8 - أن لا يقيم عنده شهادة.
9 - أن يضمن نفقة أولاد الشهداء من أصحاب الإمام علي (عليه السلام).
10- ترك سبّ الإمام علي (عليه السلام)، والعدول عن القنوت عليه في الصلاة.
11 - أن لا يتعرّض لشيعته بسوء، ويصل إلى كل ذي حق حقّه6.

الفرق بين الصلح (المعاهدة) والبيعة
إنّ ما فعله مولانا الحسن (عليه السلام) هو عبارة عن معاهدة، وليس بيعة لمعاوية بن أبي سفيان، ولا يعد هذا الصلح اعترافاً من الإمام بمشروعية معاوية على الاطلاق، لأنّ الإمام (عليه السلام) اشترط في بنود الصلح أن لا يسمّيه أمير المؤمنين، فعاهده على أن لا يكون أميرًا، فالأمير هو الذي يأمر في مؤتمرٍ له.

نتائج الصلح مع معاوية
1 - انكشاف الوجه الحقيقي لمعاوية: لأنه هو الذي أعلن بنفسه عن أهدافه، التي تتلخص في الوصول إلى قمة السلطة.
2 - انكشاف انحراف معاوية، وعدم وفائه ببنود الصلح.
3 - انكشاف طغيان معاوية، واكراه الناس للبيعة.
4 - حرية الجماعة الصّالحة بالنقد: لم يستطع معاوية في زمن الإمام المجتبى (عليه السلام) أن يقيّد حركة الصالحين من أتباع الإمام، وكان لهم دور إيجابي ومميز في تحريك الأمة.
5 - توسع القاعدة الشعبية لأهل البيت (عليهم السلام) :
استثمر الإمام أجواء الصلح الملائمة لنشر فضائل أهل البيت، وتعرية الحكم الأموي من الشرعية، وقام بنشر الوعي في صفوف المسلمين.

وفي الختام نقول: إن صلح مولانا الإمام (عليه السلام) قد كشف زيف الحكم الأموي وكان التمهيد الطبيعي، لنهضة مولانا الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة التي تجلّت في المواجهة المسلّحة للحاكم.
1- الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج1، ص207. 
2- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص170.
3- م.ن، ج3، ص170.
4- المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص31 30.
5- المنظمة العالمية للحوزات، تاريخ الإسلام، ج2، ص54.
6- انظر: م.ن، ص56 -55.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد