www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - زاد القلوب |6|

زاد القلوب 
|6|

 

تلاوة الكتاب 
لماذا (تلاوة كتاب الله) هي الفعل الأكثر تميزًا الذي أوصانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نسأل الله التوفيق لتحقيقه في الشهر الكريم؟ (فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ).
كيف يكون الطلب بقلوبٍ طاهرة، ونياتٍ صادقة؟

نحن ندخل الى شهر رمضان بنيّة طلب الله سبحانه، هذه النيّة يجب أن تكون صادقة، ولمّا كانت قلوبنا هي آنية استقبال الضيافة الالهية نحن بحاجة أن نطهرها من الذنوب والمعاصي. 

يجب أن ندرك أن الامتناع عن المأكل والمشرب والمشتهيات الدنيوية، والصبر على هذا الكفّ له قيمة عالية تجعل الصائم يشرف على عالم الآخرة، فكانت (تلاوة كتاب الله) تعين الإنسان على تحقيق هذا المطلب العظيم. 

نحن في حياتنا الدنيا نعيش وفق أنظمة دنيوية، إذا عرضناها على كتاب الله نجدها غير حقيقية، لا بل تخرب القانون الالهي الذي يريدنا الله أن نصل إليه من خلال القرآن الكريم، فالإنسان يستنتج من خلال عيش الدنيا أن الحياة الكريمة تحتاج الى مال يحصل عليه من خلال العمل، فإذا خسر ماله تصبح حياته عقيمة، أما في كتاب الله فالقانون مختلف: (رزقكم في السماء).

كيف نلتقط هذا القانون؟ 
- اذا اعتمدتُ على الحواس البدنية، أرى ان الرزق يأتي من سعيي وطلبي وأنا آتي به.
- اذا تعمقت في معاني الآيات ودققت النظر في موازين الآخرة، أرى هذا الرزق الذي أسعى اليه هو رزق الله ومن خزائن الله وهو الذي يفيضه علي. 
وفي مثال آخر: نحن عندما نقع في عسرٍ ما ننتظر أن يأتي بعده الفرج واليسر وهذا أيضاً قانون دنيوي خاطىء لأن الله تعالى قال :(إن مع العسر يسراً) فاليسر متداخل في العسر ومعه.

تلاوة الكتاب تكشف لنا عالم الحقيقة وتجعلنا نعيشها فيصبح نظرنا الى هذه الحياة الدنيا بفهم أخروي وفهم إلهي، فإذا تحقق هذا الفهم يصير الإنسان يرى كل شيء بميزان الله سبحانه وتعالى وبعين الله جلّ وعلا . 
متى نستطيع أن نعيش هذه المعاني؟ 
يأتي شهر الصوم ليعطل هذه الحواس المادية البدنية، ومن هنا كانت التلاوة في النهار وقبل الإفطار لها تأثير أعلى فلا شيء يعكّر صفو أنس الآخرة في ذهن الصائم وهو يتلو كتاب الله تعالى . 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد