www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - السعادة قدر أم خيار؟

السعادة قدر أم خيار؟ 

 

قوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ /خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ /وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) سورة هود: الآيات ١٠٥-١٠٨.

إن السعادة والشقاء من الأمور التي يكتسبها الإنسان في مدة حياته، وهما ليسا من الأمور الذاتية التي تلازم الإنسان ولا تنفك عنه، بل هما نتيجة عوامل قد تكون وراثية، أو ثقافية، أو بيئية ليس فيها أي إلزام.

فالإنسان مخلوق مختار؛ لا يفقد إختياره بسبب هذه العوامل في تحقيق السعادة أو الشقاء. 

أشير في الآيات المتقدمة من سورة هود المباركة إلى يوم القيامة، واجتماع الناس كلهم في تلك المحكمة الإلهية العظيمة، وبينت زاوية من عواقب الناس ومصيرهم في ذلك اليوم.

ويشار إلى تقسيم الناس جميعاً إلى طائفتين: طائفة سعيدة، وأخرى بائسة تعيسة (فمنهم شقي وسعيد).

(السعيد) مشتق من السعادة، ومعناها توفر أسباب النعمة. و(الشقي) مشتق من الشقاء، ومعناه توفر أسباب البلاء، والمحنة. فالسعداء هم الصالحون الذين يتمتعون بأنواع النعم في الجنة، والأشقياء هم المسيؤون الذين يتقلبون في أنواع العذاب والعقاب في جهنم. 

وليس الشقاء والسعادة سوى نتيجة الأعمال، والأقوال، والنيات التي سلفت من الإنسان في الدنيا.

والطريف أن لفظ (شقوا) في الآيات المتقدمة، ورد بصيغة المبني للمعلوم ، ولفظ (سُعدوا) ورد بصيغة المبني للمجهول، ولعل في هذا الاختلاف في التعبير إشارة لطيفة إلى هذه المسألة الدقيقة،  وهي أن الإنسان يطوي طريق الشقاء بخطاه ، ولكن لا بد لطي طريق السعادة من الامداد والعون الإلهي، وإلا لا يوفق في مسيره ، ولا شك أن هذا الإمداد والعون يشمل أولئك الذين يخطون خطواتهم الأولى بإرادتهم، واختيارهم فحسب، وكانت فيهم اللياقة والجدارة لهذا الامداد .

تفسير الامثل في كتاب الله المنزل.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد