www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا

 

قوله تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” - العنكبوت : ٨.

في هذه الآية الكريمة واحدًا من أهم الامتحانات الالهية في مسألة (التضاد) بين خط الإيمان والتقوى وبين علاقة العاطفة والقرابة. 

يتحدث القرآن الكريم بداية عن قانون كلي مستمد من جذور العواطف الإنسانية وردّ الجميل فيقول: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ "وبالرغم من أن هذا حكم تشريعي ولكن هذه المسألة قبل أن تكون لازمًا تشريعيًا لها وجود في فطرة الإنسان بشكل قانوني تكويني وخاصة أن التعبير بـ ( الإنسان) يلفت النظر .

فهذا القانون لا يختص بالمؤمنين بل كل من كان جديرًا بأن يحمل إسم الإنسان ينبغي أن يكون عارفًا بحق الأبوين، والإحسان إليهما طيلة عمره وإن كان ذلك لا يفي بحقوقهما .

بعد ذلك يتبادر إلى الذهن أن العلاقة العاطفية بالوالدين يمكن أن تكون حاكمة على العلاقة بين الإنسان وربه وإيمانه .
يأتي استثناء صريح ليوضح في وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا"
والتعبير بـ (جَاهَدَاكَ) مفهومه بذل قصارى جهدهما وإصرارهما ومنتهى سعيهما للحيلولة بين الولد وبين الإيمان بالله..
والوصية وردت في سورة لقمان: "وصاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"
فمع عدم قبول دعوتهما للشرك ينبغي عليك احترامهما والإحسان إليهما والإرفاق بهما .

ولا ينبغي أن يتصور أحد أن وجوب مخالفة الأبوين فيما لو دعوا ولديهما إلى الشرك دليل على جواز الإساءة لهما ولهذا يؤكد الإسلام منتهى التأكيد على احترام الأبوين.

وبهذا يُستفاد من هذا المنطلق أصل كلي أي أن شيئًا لا يمكن أن يكون حاكمًا على علاقة الإنسان بالله لأنها مقدمة على كل شيء حتى على علاقته بأبويه التي هي أقرب العلائق إليه . 
والحديث المعروف لأمير المؤمنين (ع) :( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) - نهج البلاغة الكلمات القصار الجملة ١٦٥.

يعطينا معيارًا واضحًا لهذه المسائل التي قد يبتلى بها الإنسان . 
وفي الواقع هذا واحد من الامتحانات الإلهية العظيمة لأن الوالدين قد يبلغان من العمر أحيانًا يصعب معه تحملهما .
فهنا على الأبناء أن يؤدوا امتحاناتهم في مجال ردّ الإحسان وإطاعة أمر الله وأن يحافظوا على والديهما بأحسن وجه !

فعند نزول البلاء تبين الحقائق وينفضح المستور ويتبين من كان يدعي الفضائل وهو فارغ منها.
تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد