www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - ضربُ الأمثال بنساءٍ أربعة |3|

ديننا
ضربُ الأمثال بنساءٍ أربعة
|3|

سورة التحريم، آية 10، صفحة 561
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَ قِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}.
إن حديثه جل وعلا في القرآن المجيد حول هذه النساء الأربعة للعبرة والمثل والنموذج ليقدم ذلك مثالًا يُحتذى به لجميع خلقه.

▪ فقال في التمثيل الأول حول زوجتي نوح عليه السلام ولوط عليه السلام حيث كانتا تحت عبدين من عباد الله نبيين مرسلين صالحين، خانتا هذين النبيين.
 فزوجة نوح كانت تتهمه بالجنون وتخبر عنه بأنه شخص مجنون لتشهّر به وتسيء إلى سمعته ولكي يبتعد الناس عنه، فهنا زوجته قد خانته خيانة أدبية وليست خيانة زوجية، ومن المؤكد والثابت أن زوجة أي نبي -والعياذ بالله- لا تفجر، كما ورد في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما بغت امرأة نبي قط. فالخيانة هنا كانت نقضًا للعهد وخيانة للأمانة، وليست من نوع البغي وقد قام نوح عليه السلام بأعباء رسالته الثقيلة وأداها على أكمل وجهها، لكن لم يهتدِ معه إلا القليل من قومه.

▪ فهنا في ضرب هذا المثل بامرأة نوح هو أنها زوجة نبي كريم من أنبياء الله تعالى، في بيتٍ مملوء بالإيمان، والطهارة، والقداسة، والتقى، والطاعة، ومع ذلك كانت زوجة نوح عليه السلام تتآمر على زوجها بدلًا من أن تنعم بذلك؛ وتستفيد من ارتباطها بهذا النبي الكريم، هنا تمثل زوجة نوح عليه السلام المرأة الفاسدة والطالحة التي ضرب الله بها مثلًا للذين كفروا، وقد خسرت دنياها وآخرتها بسبب سلوكها الفاسد والمنحرف. وكذلك هو حال زوجة لوط عليه السلام كما تذكر الآية الكريمة.
▪ فما نستفيد هنا أن تقوى الله تعالى وإرادة الاستقامة تحتاج إلى قصد وعزيمة نفس زكية حتى لو كان الإنسان في أصعب الظروف، وقد يكون الإنسان في أفضل الظروف وفي بيئة نقية، ومناخ مهيأ لكنه لا يكون تقيًّا، ولا مؤمنًا كحال زوجة نوح عليه السلام وزوجة لوط عليه السلام. 
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد