www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - النموذج الأسمى |4|

النموذج الأسمى 
|4|

إختلاف الكمالات بين المخلوقات

هل تسير المخلوقات نحو التكامل بنفس النوع والطريقة؟ 
إن الكمال بين المخلوقات يختلف في كل نوع حسب طبيعة خلقته:
فالملائكة مخلوقات علوية، هم عقل محض بخلاف الحيوانات فهم مخلوقات أرضية مجردة مما يدعوه القرآن بالروح الإلهية.
وأما الإنسان فهو موجود مركب من جنبتين علوية ملائكية وسفلية بهيمية لذلك يكون الكمال المنسوب إليه مختلفاً عن الكمال المنسوب لغيره من المخلوقات. 
ما هي طبيعة خلق الإنسان؟ وكيف يرتقي في سلم الكمال الإنساني؟ 
قال تعالى في كتابه الكريم :(هل أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا / إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا / إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) الإنسان 1-2-3.
وتدلنا الآيات الكريمة على أن الإنسان خُلق من نطفة حفظ فيها الكثير من القابليات والاستعدادات الجينية جعلته مؤهلاً لخوض الامتحانات، وبالتالي الحصول على الجزاء من ثوابٍ أو عقاب. 

هذه القابليات إذا نمّاها الإنسان بشكل متجانس بحيث لا يهمل بعضها أو يفعّل بعضها على حساب غيرها من الاستعدادات تجعله يرتقي في مدارج الكمال إلى أن يصبح إنساناً كاملاً، كما هي حال نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الذي واجه كل الاختبارات الإلهية بحيث كان طابعها جميعها الامتثال والتسليم المطلق للأمر الإلهي مما جعله يرتقي ليكون إماماً وذلك في قول الله تبارك وتعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة : 124.

فتقلد نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الوسام الإلهي، وهذا الإنسان الكامل أصبح قدوة للآخرين عليهم أن يحذوا حذوه إذا أرادوا الوصول إلى الكمال. 
يتبع..

الإنسان الكامل - الشهيد مطهري - بتصرف.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد