www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - مصارع الكرام |3|

مصارع الكرام
|3|

أين نحن من الإمام

ستَمرُّ يوماً ببلاءٍ صعب، ربما مرض أو فقر أو ظلم أو ربما فقد حبيب، ولن تجد من تتوسل إليه غير إمام زمانك.
ستدخل المسجد لتفرغ ما في جعبتك من همومٍ، وتطلب من الله تعجيل الفرج. لأنك سئمتَ هموم الحياة، ولأنك تتصوّر أن الإمام سيأتي ليحول حياتك إلى جنة!

وأنت في ذلك الوضع، لن تفكر قطعًا كيف سيأتي موعودك؟ وكيف سيحقق لك حياة جميلة؟
وما هو الثمن الذي عليك أن تدفعه مقابل خدمته لك؟

ثم ستتفاجأ بأن أكثر من حولك في المسجد مثلك تماماً! ستسمع كل واحدٍ منهم يدعو صاحب الزمان العجل العجل.
واحدٌ طُرد من عمله، وآخر له طفلٌ ينازع، وثالثٌ يعاني أوضاعاً معيشيةً صعبة.
كلٌ له حاجة وكلٌ يطلب الإمام لحاجته.

ولكن!️ ماذا لو دخل المسجد في نفس تلك اللحظة ملَكٌ سماوي، وبقدرة الله قضى حاجات الجميع؟ فهل سترى وجه أحدهم غدًا؟
وإن رأيته.. هل ستسمع له تضرعًا وتوسلاً لظهور الإمام؟

هذا هو نموذج الآلاف من أهل الكوفة، الذين صلّوا خلف مسلمٍ لأيامٍ وأسابيع، وهم يطلبون قدوم الحسين لأجلهم ولحاجةٍ في نفوسهم!
ولكن عندما حان موعد بذلهم وتضحياتهم جبُنوا وتراجعوا وتركوا مسلم وحيداً في محراب غربته.

وعلى المقلب الآخر يسطع نموذجٌ ولائيٌ رائع، نموذج هانئ بن عروة أحد الخواص الذين يطلبون الإمام لأجله ولأجل كشف كربته وغيبته.
يطلبونه نصرة للمستضعفين والمعذبين وشعوراً بوجعهم ودفعًا لمظلوميتهم.
يطلبونه بلسانهم والنفس قد وطّنوها على البذل والتضحية والفداء بالمال والولد وبالدماء.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد