www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - أسباب تفجير الثورة الحسينية الكبرى |5|

ديننا
أسباب تفجير الثورة الحسينية الكبرى
|5|

بداية حكومة يزيد وصفاته
ولد يزيد بن معاوية في سنة 25 أو 26 هـ. أمه ميسون النصرانية من قبيلة بني كلاب، وقد ظلت على ديانتها وهي في قصر "خليفة المسلمين"! فعادت إلى أهلها في البادية وهي تحمله، لتلده فيها حيث نشأ يزيد بين أخواله. وكان يزيد متهتكاً في معاصيه ومباذله وهواياته، لا يأبه بأحكام الله وحدوده تعالى، ولا يقيم لها وزناً؛ وتلك هي سيرة أبيه من قبله؛ فكان يقول له: "يا بنيّ، ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتُّكٍ، يذهب بمروءتك وقدرك، ويشمت بك عدوّك، ويسيءُ بك صديقك!"
كان يزيد أول من أظهر شرب الخمر، والانصراف إلى الغناء والصيد، واتّخاذ الغلمان، واللّعب بالقرود، وكان يُلبس كلاب الصيد أساور وحُللاً من ذهبٍ، ويهب لكلّ كلبٍ عبداً يخدمه.
قال زياد بن أبيه لمعاوية عندما طلب منه أخذ بيعة المسلمين في البصرة لولده: "فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعبُ بالكلاب والقرود، ويلبسُ المُصبّغ، ويدمنُ الشّراب، ويمشي على الدُّفوف؟".
 كان إصرار معاوية على استخلاف ولده يزيد إصراراً على القضاء على الإسلام، وانتقاماً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتحويل الخلافة إلى ملكٍ لا قيمة فيه لإرادة الأمة واختيارها.
وقال معاوية: "ولولا هواي في يزيد، لأبصرت رشدي، وعرفت قصدي"؛ وتدل هذه العبارة على أنّ معاوية بما لديه من دهاءٍ، كان يعلم أن استمرار نجاح جهود حركة النفاق التي أنتجت الحكم الأموي الجاهلي المستمرة بالمظهر الإسلامي، يقتضي أن يأتي بعد معاوية حاكم آخر داهية، لا يرتكب الحماقات التي تفضح خطّة التّستّر بالدين، وحتى تستمر الخدعة إلى وقتٍ لا يبقى من الدين إلّا اسمه، ولكنّ معاوية كان على علمٍ بأنّ هذه الصّفات لا تتوفّر في يزيد، فهو يمتلك من الرُّعونة والحماقة ما يكفي لهدم ما بُني طيلة خمسين سنةً. ولكن حبّ معاوية لذاته وليزيد كامتدادٍ وجدويّ ونسبيّ له، جعله يُصرّ على استخلاف يزيد انقياداً لهواه في ولده، مع معرفته للمصائب التي سيجلبها للأمويين، خصوصاً مع وجود ولاةٍ في الإمارات الإسلامية كيزيد تقودهم حماقتهم إلى المواجهة العلنية مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما يُكنّون لهم من حقدٍ وضغينةٍ؛ وأنّ هؤلاء سيقضون على إمارة الولاة المُتبنّين لسياسة معاوية الخبيثة، وهي المواجهة السّرّيّة بإلصاق تهم الضّعف في إدارة شؤون البلاد.
 أمر يزيد عبيد الله بن زياد بقتل الإمام الحسين عليه السلام، وإرسال رأسه إليه بعدما رفض بيعته؛ وقد افتخر بانتمائه إلى الجاهلية ورأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين يديه.
كانت ولاية يزيد ثلاث سنين وستّة أشهرٍ:
في السنة الأولى: قتل الإمام الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في واقعة كربلاء، وسبى نساءه من كربلاء إلى الشام.
وفي السنة الثانية: نهب مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأباحها ثلاثة أيام لجيشه؛ تمّ فيها قتل سبعمائةٍ من المهاجرين والأنصار؛ فلم يبق بدريٌّ بعد ذلك؛ وقتل عشرة آلافٍ من الموالي والعرب والتّابعين؛ وانتهكت النساء.
وفي السنة الثالثة: حاصر مكة وأحرق الكعبة الشريفة.

وفي الختام اللهم ألعن أعداء محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد