عاشوراء - ما بعد كربلاء

ما بعد كربلاء

▪ ️كان من نتائج النهضة الحسينية انبعاث الروح الجهادية في الأمة، حيث بدأت الأمة تترقب زعيماً ليقودها. وهذا كله بفضل تأثير الدور الذي قام به الإمام السجّاد (عليه السلام) والسيدة زينب عليها السلام في تعريف وبيان حقيقة ما جرى، بعد أن أوهم الحكم الأموي الأمة الإسلامية أن أصحاب الثورة هم الخارجين عن طاعة الأمير.
▪ ️وعليه، أطلقت العديد من الثورات التي حملت شعار الثأر لدم الإمام الحسين (عليه السلام). وفي هذه السلسلة سنتعرض أهمها بعون الله.

ثورة أهل المدينة (وقعة الحرة):
▪ ️أراد عثمان بن محمد بن أبي سفيان أن يكسب رضا أهل المدينة فأرسل وفداً من أبناء المهاجرين والأنصار إلى دمشق ليقابلوا الخليفة وينالوا نصيبهم من هداياه. إلا أن الوفد رأى من سلوك يزيد ما يشين.
▪ ️ولما رجعوا إلى المدينة أظهروا شتم يزيد وعيبه، فخلع الناس يزيد وبايعوا عبد الله بن حنظلة وولّوه عليهم. وأخرجوا عامل يزيد على المدينة وحاصروا بني أمية وأتباعهم.
▪ ️ولمّا بلغ أمر الثورة إلى مسامع يزيد أرسل مسلم بن عقبة (السفاك)، ليقضي على ثورة أهل المدينة وبعد قتال عنيف مع أهلها، قُتل فيه أغلب الثوار ومنهم عبد الله ومجموعة من أصحاب الرسول (قيل ٨٠ صحابياً)، نفذّ قائد الجيش أمر يزيد باستباحة المدينة، وهجم الجند على البيوت وقتلوا الأطفال والشيوخ واستباحوا النساء.
▪ ️وقد ذكر العديد من المؤرخين ما يشيب له رأس الطفل من العظائم والفجائع التي ارتكبها جيش يزيد في المدينة. نذكر منها:
قال السيوطي: "وكانت وقعة الحرة بباب طيبة قُتل فيها خلق كثير من الصحابة ونهبت المدينة، وافتض فيها ألف بكر". 
قال المسعودي: "وبايع من بقي من أهل المدينة على أنهم قن ليزيد".  (قن يعني عبيد).
وللبحث صلة.