www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الأربعينية الزينبيّة |3|

الأربعينية الزينبيّة
|3|

كانت وصية الإمام الحسين (عليه السلام) لأخته العقيلة وصيّة ثقيلة وهامة بل كلّها تعب ومشقة.
◾ لماذا كانت الوصيّة ثقيلة عليك يا زينب؟
لقد كانت وصية الإمام عليه السلام: 
{وتكفلي حال اليتامى وانظري ما كنت أصنع بحالهم فاصنعي}
لم يقل تكفلي حال اليتامى فقط!
بل قال وانظري ما كنت أصنع بحالهم فاصنعي!
◾ يعلم الله كم كان تنفيذ هذه الوصية أمرًا صعبًا على الحوراء.. وهي الحزينة الفاقدة لإخوتها وأبنائها وأحبائها.. 
وصدق الشاعر:
(لم تلهِ عن جمع العيال وحفظهم بفراق إخوتها وفقد بنيها)
◾ فلنتصور الموقف بما حصل بعد استشهاد الإمام (عليه السلام) حيث أنه بدأ الهجوم الوحشي على مخيمات الإمام وبعد إحراق الخيام تبعثرت النساء والأطفال في الصحراء. وفي ساعة الهجوم على الخيام كانت النساء والأطفال تلجأ إلى السيدة زينب (عليها السلام) وتخفي أنفسهم عن السياط والعصي بشخص زينب وثوبها، فكانت السيدة زينب عليها السلام تحافظ عليهم كما يحافظ الطير على فراخه حين يهجم الصقور على عشه فتجعل جسمها مانعاً من ضرب النساء والأطفال وقد اسودّ ظهرها في مدة قصيرة بسبب الضرب المتوالي على جسمها... وبعد الهجوم والإحراق بدأت السيدة زينب عليها السلام تتفقد النساء والأطفال وتنادي كل واحدة منهن باسمها وتعدّهم واحدة واحدة وتبحث عمّن لا تجده من النساء والأطفال.
◾ كلها كانت مواقف حزينة ومؤلمة ومتعبة على هذه السيدة العظيمة.
◾ وإنما كان الأصعب والأشق هو (كيف لزينب أن تنظر ما كان يصنع الحسين بحال سكينة ورقية.. لتصنع ما كان يصنعه الإمام.. الأب.. المربي.. الحنون؟
 نعم يعلن الإمام أنه ما من أحد سيحلّ محله في هذا الموقع الحساس فاختار أخته السيدة العظيمة ذات الشخصية الشمولية في الحفظ والصون لأيتامه وأيتام آل محمد لتصونهم وسط الطوفان العاتي والزوبعة الجارفة.‏
لننظر في هذه الأربعينية الزينبيّة بعين البصيرة ونختار القدوة والأسوة الحسنة متأسّين بالسيدة زينب لصون أعراض فتياننا وفتياتنا في هذا الزمان المليء بالمفاسد ولتربيتهم التربية الفاضلة ورعايتهم الرعاية الحقّة.. 
ونرجو من بناتنا ونساء مجتمعنا أن يدقّقن في شخصية زينب الكبرى، ويَرين فيها هويّتهن وشخصيّتهن، وليتركن كل ما عدا ذلك لأنه مجرّد أمور هامشية.‏ فمن أراد بلوغ التسامي والخلوص للمولى عز وجلّ تصاغر أمامه كلّ شي‏ء، فيوفقه المولى في توجيه جميع أموره وإدارة دفّتها، فيُفاض عليه من المعنويات والرقي، فيتسلّق نحو المقامات العلمية والعملية.‏
فلْتُمسي أختي الكريمة كما أمست زينب في حراسة اليتامى والثكلى.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد