www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - النموذج الأسمى |8|

الإنسان الأسمى 
مسيرة الإنسان نحو التكامل
|8|
 
يذكر العرفاء أن مسيرة الإنسان نحو التكامل تتحقق في أسفارٍ أربعة:
١- السير من الإنسان إلى الله. 
٢- السير بالحق في الحق (معرفة الله). 
٣- السير من الحق إلى خلق الله بالحق (مع الله). 
٤- السير بالحق في الخلق (أي سير الإنسان مع الله بين خلق الله)، فهو يحمل ألم البعد عن الله، وألم خلق الله وهمومهم.
 
ويُظهر هذا التقسيم أن أول الخطوات التي ينبغي على الإنسان القيام بها هي السفر إلى الله، مما يجعله إنسانًا ربانيًا لا يغفل عن الله، ويتحرك من خلاله إلى خلق الله.
 
كيف يمكن للإنسان أن ينجح في مسيرته التكاملية؟
هذا يتطلّب تحرّر الإنسان من قيود الأهواء، والنفس الأمّارة، والشيطان، وحب الدنيا.
وما لم يستطع الإنسان تخليص نفسه فلن يكون قادرًا على مساعدة الآخرين للخلاص.
وما لم يعرف الإنسان ربّه، ويتقرب إليه فلن يكون قادرًا على إنقاذ الخلق وهدايتهم، وهذا هو نموذج الإنسان الكامل الإسلامي. 
 
كيف عبّر القرآن الكريم عن الألم لخلق الله؟
يقول تعالى: (طه / مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى /إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى) طه:١-٣.
 
وفي آية أخرى: (لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) التوبة:١٢٨.
 
تبين الآيات أعلاه ألم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي هو نموذج للإنسان الكامل، ألمه بسبب حرصه على هداية خلق الله.
 
كذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) حين يقول: (ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل، ولُباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع أو أن أبيت مبطانًا، وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى! أو أن أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة
وحولك أكباد تحن إلى القدّ
(نهج البلاغة ج٣٣ص٤٧٤).
إن الروح التي تتألم للخلق لكونها تتألم لله، روح عظيمة كبرت حتى أصبحت روحًا لجميع الأبدان.
يتبع..
 
الإنسان الكامل / الشهيد مطهري / بتصرف.
 
 
 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد